أوضح وزير الثقافة أمين الصبيحي اليوم الاثنين عن استراتيجية "المغرب الثقافي" و قال أن كلا من التقرير القطاعي الذي يرصد وضعية مختلف التعبيرات الفنية وأوجه النهوض بها،بل وتطويرها، ومشروع ميثاق وطني للثقافة المغربية،سيكونان بمثابة أرضية لفتح نقاش عبر تنظيم لقاءات تشاورية مع كل الفاعلين لبلورة تصور موحد ومتوافق عليه بهذا الخصوص.
وأفاد الصبيحي فيما يتعلق باستراتيجية "التراث في أفق 2020"، أنها ترتكز بالأساس على جانب إجرائي يهم ترميم وتثمين وصيانة التراث بكل أصنافه، مع إحداث نظام معلوماتي كألية مكملة لعملية الجرد ، والجانب التشريعي بالعمل على مراجعة القانون المتعلق بالمحافظة على التراث الثقافي ، مشيرا في هذا الصدد إلى بعض الأعمال الإجرامية التي تهرب قطعا أثرية أو تراثية إلى الخارج في محاولة لبيعها، والعمل الذي تقوم به الوزارة بتعاون مع مصالح الدرك الملكي والجمارك لاحتواء الأمر خاصة في المواقع الأثرية المفتوحة مثل موقع وليلي .
أما المستوى الاستراتيجي الخاص بالاهتمام بالصناعات الثقافية الإبداعية كمفهوم حديث يعطي للثقافة بعدها الأساسي في صنع القيم ودورها المركزي في التنمية وتطوير الاقتصاد الوطني ، فقد أظهرت تبني الوزارة لفلسفة جديدة سواء على مستوى الدعم وتجديد المقاربة على هذا المستوى بشكل يساهم في جعل الثقافة دعامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر استصدار قانون جديد لإحداث ودعم مواكبة المقاولات الفنية خاصة منها الصغرى والمتوسطة وتشجيع إحداث التعاونيات.
وحث في هذا الصدد السلطات المعنية بمحاربة القرصنة أن تضطلع بأدوارها وعدم التهاون اتجاه من هم وراء هذه الظاهرة، "إذ لن يكون من المجدي تقديم الدعم وتشجيع المبدعين ومهنيي القطاعات الإبداعية على إحداث مقاولات وخلق فرص الشغل لمختلف فئات المهن دون القضاء على ممتهني القرصنة ".
كما كشف عن مراجعة قانون الفنان وإصدار المراسيم التطبيقية خاصة ما يرتبط بالمقولات الفنية ووكالات الخدمات الفنية كآليات جديدة لدعم الإنتاج والترويج الفني، معلنا في ذات الوقت عن إعداد خطة وطنية لتأهيل المسرح، إذ سيتم في هذا الإطار تنظيم تشاور واسع مع المهنيين لتبني هذه الخطة ، ومن تم بلورة رؤية واضحة لمستقبل القطاع عبر وثيقة وطنية شاملة محددة الأرقام وجدولة زمنية في أفق 2020 مع ضبط سيناريوهات التدخل وتوقيع عقود برامج العمل.
و اعلن الصبيحي عن إعداد الوزارة لمشروع لإحداث مؤسسة وطنية تعنى بالحالة الاجتماعية للفنانين ، إذ لم يعد من المستساغ حسب المسؤول الحكومي أن تبقى قامات فنية وطنية أفنت عطاء عرضة لأوضاع مزرية خاصة عند خريف العمر أو عند الإصابة بالمرض، إذ لولا الرعاية الملكية لما تمكن الكثير منهم من الحصول على العلاج.