اعتبر محللون أن خطاب الملك محمد السادس بمقر الاتحاد الإفريقي باديس ابابا، هو تكريس و نجاح باهر لعودة المغرب للاتحاد و التي هي عودة للحضن و للعائلة الواحدة. و يظهر الخطاب في هذه اللحظة بالذات بداية تحول في الاتحاد الإفريقي و تقهقر محور جنوب افريقيا و الجزائر من خلال انتخاب رئيس ينتمي لمجموعة وسط و غرب إفريقيا.
وكان لافتا إشارة محمد السادس في خطابه الى انهيار النموذج التنموي لدول الشمال و إفلاس مفهوم العالم الثالث التي بقي يروج لعقود من الزمن باروبا. و جاء الخطاب مركزا و براغماتيا غير مجامل بل يطرح القضايا المصيرية للقارة .
وشدد الملك محمد السادس على ان الانسحاب من الاتحاد كان ضروريا للتأكيد على اهميته للمغرب و أهمية المغرب للاتحاد. واعتبر محمد السادس ان المغرب لم يكن غائبا عن افريقيا بل حاضرا من خلال التعاون مع عدد من الدول الإفريقية، من خلال المئات من اتفاقيات التعاون جنوب جنوب ، و من خلال زيارات ميدانية لبلدان القارة. وشدد الملك على الجانب الاجتماعي لسياسة المغرب و للبعد الاستراتيجي في الاتفاقيات الاقتصادية للمغرب مع دول افريقيا و التي همها ان تعود بالنفع على كل القارة مثل مشروع انبوب الغاز بين نيجيريا و اوروبا.
كما شدد على هم المغرب في ضمان الامن الغدائي للقارة الأفريقية من خلال مشاريع مصانع الاسمدة و المخصبات و هو ما ينم عن وعي تام للملك محمد السادس بااولويات القارة السمراء أي الغداء و ليس السباق نحو التسلح.
وفي مجال الهجرة وضع الملك محمد السادس الإصبع على الجرح مشيرا الى سياسة المغرب في الهجرة و اللجوء ، باعتبار ان الهجرة هي معضلة القارة السمراء. واعتبر محمد السادس ان المغرب لا يحقق الإجماع بالاتحاد و هو واعي بذلك لكنه سيساهم في بناء الاتحاد بخبرته في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.