ختمت " المبادرة المدنية من أجل الريف" مشوارها الفاشل للحسيمة بندوة صحفية بالرباط خصصتها لرثاء "توصيات الانصاف و المصالحة" . وقال صلاح الوديع ، خلال كلمة له بالندوة الصحفية التي خصصت "لتقديم تقرير المبادرة وتوصياتها المدنية على نتائج زيارتها الميدانية لمدينة الحسيمة" صباح اليوم الخميس بالرباط، أن هذه الخلاصات تتمثل في "كون الحركة الاحتجاجية المطلبية للريف تنتمي لجيل جديد من اشكال الاحتجاج الاجتماعي الذي يتسم بالحدة ورفض الوساطات إزاء الدولة".
وفي موقف مثير وجه التقرير اشارات للمؤسسة الملكية جاء فيه أن "الإشارات الايجابية من طرف المؤسسة الملكية تجاه المنطقة، شكلت رصيدا مهما لاستعادة الثقة، لكنها لا تغني عن بدل جهود اضافية لتجنب مخلفات المرحلة التاريخية السابقة"، مضيفا أن "موضوع ضعف الثقة المعبر عنه في المنطقة على لسان مختلف الاطراف موضوع يتطلب الكثير من الانتباه"، بالإضافة إلى عدم إنصاف الإعلام العمومي للحركات الاحتجاجية وما تقتضيه من دقة التحري وموضوعية تقديم الخبر".
ومن الخلاصات التي طرحها التقرير ايضا جلد لادوار مؤسسات على شاكلة مجلس اليزمي و الوسيط حيث سجل عدم قيام "مؤسسات الوساطة للادوار المنوطة بها، وتجلى ذلك في حديث الساكنة عن الإحساس بالإهانة على إثر تصريحات قادة الأحزاب الاغلبية الحكومية التي تحدثت عن العمالة للخارج".
وتابع التقرير، أن "الحركة الاحتاجية المطلبية بالريف تثير الانتباه إلى استعجال التعاطي وطنيا مع الملف الاجتماعي في جماعة وبطريقة جديدة وإلى ضرورة جعله قلب الأجندة الوطنية، وضرورة القطع مع التصور والسلوك المركزيين للدولة والذي مازال يعمش الكفاءات ويستحوذ على اتخاذ القرار ويضعف المشاركة".
واعتبر منسق المبادرة المدنية من أجل الريف والناطق الرسمي باسمها محمد النشناش، أن ما يحدث في الريف منذ مدة هو "أزمة ثقة بين المواطنين والسلطة"، مشيرا أنه عند حلول المبادرة بالحسيمة لم "يشعروا بأي خيانة للوطن من قبل المواطنين أو أن هناك تيار انفصالي وخائن للوطن مطلقا"..
وأشار النشناش، خلال كلمة له بالندوة الصحفية ا أن "المغرب الذي أنشئ هيئة الانصاف والمصالحة، للمصالحة مع الماضي، دليل على ان الوطن غفور رحيم، فكيف لا يكون رحيما وغفورا مع هؤلاء الشباب، الذين رفعوا شعارات سلمية".
و تميزت ندوة اللجنة بالارتباك و الهرولة لاستباق تقرير للائتلاف المغربي لهيئات حقوق الانسان سيعرض يوم الخميس المقبل، كما برز تطاحن بين اعضاء اللجنة، حيث انتفض مسعود بولعيش ضد النشناش حين اطنب في مدح صلاح الوديع مما خلق نوعا من الاحتقان خلال اللقاء.