بعد ان فشلت عدد من الدول الاوربية في التاسيس لمقاربة استباقية للهجمات الارهابية، و بعد ان همشت لاجيال المهاجرين و فتحت الابواب مشرعة للمتشددين الدينيين من كل الجنسيات، اصبح اليوم اسهل حل هو الصاق تهمة الارهب بالمغرب باعتباره البلد الذي اتى منه الارهابيون.
الاوروبيون بفعل سياسات التقشف خفظوا من ميزانيات الامن و البرامج الخاصة للمخابرات الداخلية و اصبحوا يعولون فقط على التعاون الامني مع دول الجنوب لصد العمليات الارهابية، و هو ما يخلق حلقة ضعيفة في اجهزة مخابراتهم.
مرتكبو الأعمال الإرهابية باوروبا ليسوا مغاربة، وإنما أبناء المجتمع الذي ترعرعوا ونشؤوا فيه بامتياز و هم يحملون جنيات تلك البلدان. هم فئة ظالة افتقدوا للتأطير، والإدماج داخل المجتمع الذي لم يستطع أن يستوعب المهاجرين ويدمجهم داخله دون تحسيس بالاختلاف أو التمييز.
اليوم اصبح كل العاجزين عن التحليل و انصاف العنصريين يختارون اسهل الحلول و يسعون لرسم صورة قاتمة عن المغرب والمغاربة، وربط الإرهاب، بكل مغربي اينما حل و ارتحل. كما ان هناك من يريد إيهام الرأي العام الدولي بأن المغرب أصبح مشتلا للإرهاب، يصدر المتطرفين إلى الدول الأوروبية.
ولو صدقنا هذا الطرح لكان المغرب أول المكتوين بنار الإرهاب على غرار دول قريبة منا. الثابت ان المغرب حقق نتائج باهرة في مكافحة الارهاب، و اصبح مصدرا للخبرات في الميدان في حين فشلت العديد من الدول في مواجهة هذه التهديدات والتصدي لها. و يبقى ان أي محاولة لإلصاق تهمة تصدير الإرهاب إلى أوربا بالمغرب والمغاربة، ليست سوى محاولة للهروب للامام و اختيار للحل السهل عوض التحليل العميق و العلمي للظاهرة. كما انها تضليل للرأي العام و هروب من المساءلة السياسية و الشعبية بعد الفشل في إحباط المخططات الإرهابية و حماية أرواح الاوروبيين.