جاءت رسالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، محذرة من خطورة المساس بوضعية القدس و فرض سياسة الامر الواقع. واعتبرت رسالة محمد السادس باعتباره رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة و تمثل أكثر من مليار مواطن.
و قال محللون أن تحذير ملك المغرب من نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس ، ينبع من وعي بخطورة الوضع القائم بالمنطقة و التي تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات. كما ان مكانة المغرب كدولة حاضنة للسلام و منخرطة في مسلسل دعم الحلول التفاوضية، تجعل من رسالة محمد السادس نداءا للضمير العالمي للتحرك قبل فوات الأوان و تجنيب المنطقة ويلات الحروب .
وفي الوقت الذي تعيش فيه المنطقة صراعات اقليمية و حروبا طاحنة، تاتي هذه الخطوة لترامب لتزيد من حدة الاحتقان و تشجيعا للتيارات المتطرفة التي ستسعى لاستغلال هذا المعطى لصالحها.
ورغم تحذيرات الملك محمد السادس، يبقى المغرب أيضا حريصا كعادته على استتباب سلام عادل وشامل في المنطقة، وفقا لمبادئ الشرعية وللقرارات الدولية ذات الصلة، و هو ما يجعل الكرة في ملعب الطرف الامريكي لتيسير سبل إحياء مسلسل السلام، وتفادي ما قد يعيقه بل ويقضي عليه و يفتح المنطقة على ابواب الجحيم.