شكل موضوع مقاطعة مجموعة من المنتوجات بالمغرب، من قبيل شركة “سنطرال”، محورا بارزا في الجلسات الشفهية بالبرلمان، وهو ما استدعى استعراض الوزراء النقاط التي يجب تفعيلها في أفق حل إشكالية المقاطعة.
في الصدد نفسه، أشاد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، بالمجهودات المبذولة في هذا الإطار، والتي يتحتم استغلالها وأخذها بعين الاعتبار حتى لا تذهب نتائجها سدى، وهي التي أجملها في الانعكاسات الإيجابية للمخطط الأخضر، خصوصا وأنه أفضى إلى مراكمة مجموعة من الأرباح التي تنعكس على سلسلة إنتاج وتسويق الحليب.
بخصوص تطور سلسلة الحليب منذ إطلاق المخطط الأخضر، فقد تحدث أخنوش في معرض حديثه بالبرلمان أمس، عن تطور قطيع الأبقار منذ إطلاق مخطط “المغرب الأخضر”، حيث كان يبلغ عدد القطيع 2.8 مليون رأس في العام 2008، وتطور القطيع ليصل إلى 3.3 مليون رأس في العام 2017.
كما أشار إلى أن المجهودات المبذولة، شكلت، للتحسين الوراثي في إطار مخطط المغرب الأخضر، عاملا أساسيا في هيمنة السلالة المحسنة من الأبقار على القطيع بنسبة تبلغ 71 في المائة، كما أن عدد الأبقار الحلوب المختارة تضاعف تقريبا خلال الفترة ما بين 2014 التي كان يبلغ فيها عدد الأبقار الحلوب المختارة 6000 ليصل في العام 2017 لـ11960.
وأفاد أن سلسلة الحليب تساهم بشكل فعال في الأمن الغذائي نظرا لارتفاع الإنتاج بنسبة 42 في المائة ما بين 2008 و2017، وهو ما شكل قفزة نوعية من حيث تلبية الطلب الداخلي للإنتاج الوطني بنسبة 96 في المائة.
مجمل الانعكاسات الإيجابية التي أحدثها المخطط الأخضر على مستوى سلسلة الحليب، تعتبر عاملا حاسما في الرفع من الوزن الاقتصادي والاجتماعي للسلسلة، وهو الأمر الذي أشار إليه أخنوش من خلال التأكيد على أن 95 في المائة من مربيي الأبقار يتوفرون على أقل من 10 أبقار، الأمر الذي يدل على أن سلسلة الحليب تعد مصدر عيش 1,4 مليون شخص. فضلا عن كونها تخلق ما بين 400 ألف و450 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر.
بالرغم من أهمية هذه السلسلة في دعم المستوى الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن هذا لا يمنع من وجود مجموعة من الآثار السلبية التي أشار إلى بعضها أخنوش في معرض حديثه، والتي أجملها عموما في أن توقيف عملية التجميع لدى مربيي الماشية الحلوب، سينعكس مباشرة بانخفاض مداخيل الفلاحين وبالأنشطة الفلاحية الأخرى المرتبطة بسلسلة الحليب من زراعات وتربية الأغنام، بالإضافة إلى أن تأثر السلسلة سيؤدي إلى صعوبة تسديد الديون المتعاقد عليها من قبل مربيي الماشية الحلوب.