اختار محمد العبادي الدمية المتحكم فيها من قبل الضغمة النافدة داخل العدل و الإحسان، الجزائر ليكشف عن الوجه المظلم للجماعة و نواياها التحكمية في الدولة و المجتمع,
و اختار العبادي أن يخاطب المغاربة من صحيفة سوداء من الجزائر ليتوعدهم بالربيع العربي القادم و لينام في نفس الوقت قرير العين من كل الدماء و الضحايا التي ذهبت هدرا في العديد من دول الربيع العربي، لتأتي أنظمة الاستبداد الشرقي عوض الديكتاتوريات العربية.
و قال ما يسمى بالأمين العام لجماعة "العدل والاحسان"، أن نظام الحكم المعتمد في المغرب ليس من الإسلام في شيء، بما أن نظام الحكم في الإسلام مبني على مبدإ الشورى وليس الملكية. وأبدي ارتياحا بالغا لما تحقق في الدول التي عرفت حراكا شعبيا في الريع العربي، رغم الخسائر في الأرواح البشرية والممتلكات، مؤكدا أن العمل السياسي القائم على التحزب هو السبيل الوحيد الآن لخدمة المسلمين، وأن مسألة المراجعات الفكرية محدودة في ظل انحسار تواجد متطرفين أو متشددين. واعتبر ظاهرة الإرهاب ردا على إرهاب الحكومات.
العبادي الذي هرول هو و وفد من حركة التوحيد و الإصلاح لمؤتمر حزب أبو جرة سلطاني ، لم يعر أدنى اعتبار لما يجتازه المغرب من خلال تكالب البوليساريو و الجزائر عليه من خلال المناورات و الدسائس في الصحراء. و كأن قضية الصحراء المغربية لا تعنيه لا من قريب و لا من بعيد، و هو ما يكشف الانتهازية السياسية و الحقد الدفين على كل ما أنجز في المغرب عبر عشرات السنين لينعم البلد بالاستقرار و الأمن.
إن ما يبشر به العبادي و أمثاله ليس إلا نموذج الفتن الطائفية و التسلط باسم الدين و الرجوع لعصور الانحطاط. فاستغلال الخطاب الديني ليس إلا ذريعة لتخدير عقول الناس و استمالتهم, أما الغرض الحقيقي فهو التمكن و التسلط على رقاب الناس و فرض ولاية الفقيه كنوع من النظام الكهنوتي.
فإذا كان العبادي و المهرولون معه للجزائر قد ضنوا أنهم قد يألمون المغرب من تلك الجهة فهم واهمون، فالبركان الكامن الذي يجتم تحت أرجل أبو جرة و من معه لا يعلم حجم انفجاره إلا الغيب. أما العبادي و أمثاله من أصحاب اللحى الطويلة و المتوسطة و القصيرة فحسنا فعلوا حين هرولوا للجزائر. فعلى الأقل كشف العبادي للجميع عن وجهه القبيح و عن نواياه التسلطية و العدوانية تجاه المغرب و النظام الملكي و تجاه المجتمع