دفعت الانتقادات اللاذعة للخرجة الإعلامية المتهورة لمحمد العبادي في جريدة جزائرية مؤخرا، دوائر القرار و النفوذ داخل الجماعة، بالناطق الرسمي ليصلح ما أفسده العبادي حين كشف بسذاجة بالغة نوايا الجماعة في التسلط و الاستبداد و العودة لنموذج ولاية الفقيه.
حسن بناجح، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان يحاول التمويه و الإقناع بأن "موقف العدل الإحسان معروف وثابت عند الجماعة وهو موقف شرعي، يتحدث عن طبيعة الحكم انطلاقا من حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم".. ". كيفما كان هذا الحكم ملكيا أو جمهوريا وكان مستبدا بالحكم وبالثروة ولا يحاسب من قبل الإرادة الشعبية، فهو حكم غير مقبول شرعيا ولا شعبيا ومصيره أكيد إلى الزوال ".
رغم الجهد الفكري و لغة الخشب المغلفة بأسطوانة الإسلام السياسي ، إلا أن بناجح لم يستطع أن يخفي طبيعة الجماعة التي لا يهمها المشاركة و لا تداول السلطة و لا حتى الديمقراطية كما تبنتها شعوب الأرض من أمم و قبائل ، رغم اختلاف ألوانها و أعراقها و دياناتها. فالجماعة تعتبر نفسها الفرقة الناجية المعهود لها بنقل الناس من الضلال إلى الهداية.
فالنزعة الدوغمائية و الأحادية جعلت الغشاوة تحجب الرؤية على قياديي الجماعة أما الأتباع ، فتحسبهم نياما و هم رقد من فرط التنويم و التخدير المذهبي و تقديس "الإمام الجدد" لحد عبادة قبره.
إن الجماعة التي لا ترى سوى نفسها و تستغل الدين الذي هو ملك للجميع للتمكن السياسي، مثل ما فعلت جماعات الإسلام السياسي في بلدان الربيع العربي من سلفيين و إخوان و جبهة النصرة و الصحوة و ما إلى ذلك من المسميات... لا يمكن أن تطرح من بديل سوى الاستبداد و القهر و الفتنة الكبرى كما فعل من ينهلون من مثل قاموسها السياسي في مصر و تونس و لبيبيا....