اهتدت جماعة العدل و الإحسان لطريقة جديدة لتعلم الحسانة في رؤوس اليتامى. و اختارت قناة الشاهد الالكترونية أبوبكر الجامعي للتدرب على فن الحوار و التحوير و النبش و الهبش للأغراض المعروفة.
ضيف الشاهد الصحفي أبوبكر الجامعي في "اللقاء الخاص" قدم ليجيب عن موضوع "السلطة والثروة و تأثير الاحتكار السياسي و الاحتكار الاقتصادي على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد". و يبدو من خلال العنوان الركاكة و الخلط و السطحية ، لكن المهم هو تدريب شبه صحفي في نفس الموقع الذي لا يهمه الخبر بل التعاليق الخاوية.
أبوبكر الجامعي سقط في فخ العدل و الإحسان حين سأله المحاورعن مدى انسحاب الهولدينغ الملكي من قطاعات في الصناعات الغذائية بعد 20 فبراير. الجامعي لم يكن من المتقاعسين ففتح أسطوانة كتاب كاترين غراسيي و إريك لوران. فالجامعي و العدل و الإحسان لا يريدون لشركة تابعة لأفراد من العائلة الملكية أن تبيع و تشتري كباقي الناس بل يريدون فرض وصاية على الاقتصاد ليحددوا من يدخل السوق و من لا يسمح له. فأي ليبرالية هذه، اللهم إذا كان النظام الاقتصادي الذي تبشر به العدل و الإحسان هو "ديكتاتورية البلوريتاريا'.
و إذا كان الجامعي قد ذهب بعيدا في النموذج النظري كمحلل اقتصادي و رمى بحجر طائش بمقلاع الجماعة ، فما فاته هو أن العدل و الإحسان لها نظام اقتصادي و مالي خارج المنظومة تتحكم فيه في قطاع غير مهيكل و شبه مهيكل يضيع على الدولة الملايين من الجبايات و تتحكم من خلاله في رقاب الأتباع و المرشحين للدخول لصفوفها.
فإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فالأحرى على العدل و الاحسان و على الجامعي أن يشرحا لنا كيفية احتكار فهم مغلوط للدين و استغلال القرآن و السنة لبلورة خطاب ديني هدفه التحكم و السيطرة على المجتمع من قبل جماعة متأسلمة. و الخطير في الأمر ان مشروع العدل و الإحسان البديل المقترح من قبلها ، ليس سوى نسخة ممسوخة و مأسلمة لنظام الخمير الحمر أو نظام آية الله الخميني.