رصد مهاجرون من جنوب الصحراء و نشطاء حقوقيون عددا من مظاهر العنصرية و المعاملة الغير اللائقة التي يعاني منها مهاجرون و طالبو اللجوء بالمغرب. و شهدت ندوة "باراكا من العنصرية" احترموا حقوق المهاجرين المنظمة من قبل لجنة الإعلان الاورو-إفريقي حول الهجرة بالرباط الأربعاء 11 شتنبر ، نقاشا واسعا حول حماية حقوق المهاجرين و طالبي اللجوء.
و شدد عدد من المتدخلين على ان العنصرية تمس فقط دوي البشرة السوداء، في حين لا يلاقي مهاجرون جزائريون و سوريون و عراقيون من نفس المعاملة حتى من السلطات.
و قال سعيد الطبل من لجنة الهجرة أن الجمعيات الناشطة في مجال الهجرة لم تكن على علم بالتقرير الموضوعاتي المرفوع للملك من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، بل إطلعت عليه في الاعلام. و تمنى الطبل لو أشرك المجلس الوطني الجمعيات حسب توصيات معايير باريس. و اعتبر الناشط الحقوقي أن الظرفية الحالية التي صدر فيها التقرير، تتميز بتنامي موجة اعتقالات المهاجرين من جنوب الصحراء في عدد من المدن في الشمال و الشرق. كما طالب بالتعبئة لإنجاح وقفة يوم السبت أمام البرلمان.
و اعتبر مهاجرون من جنوب الصحراء ينتمون ل"مجلس المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء"، أن جرائم العنصرية أصبحت أمرا ملموسا في المغرب مؤخرا، مستشهدين بحالات وقعت في طنجة و مقتل سينغالي بالرباط و اعتقال سنغاليين و محاكمتهم مؤخرا. بينما ترى السلطات أن ذلك يبقى حالات معزولة لا تنم عن سياسة ممنهجة.
و سرد إريك ويلي من نفس الجمعية حالات لرفض أصحاب الشقق بحي التقدم و بالبيضاء كراء بيوت للأفارقة متعللين بان السلطات طلبت منهم ذلك. و قال أن عددا من سكان الأحياء الشعبية يتهمون الأفارقة بنشر الدعارة بين النساء. كما صرح بأن أثمنة الكراء بحي التقدم ارتفعت لتصبح 1500 درهم لغرفة واحدة و هو ما يعجز المهاجرون عن أدائه. و قال أن من بين مظاهر العنصرية المنتشرة مشاركة شباب مغاربة في مطاردة المهاجرين في حملات الشرطة عليهم.
و اعتبرت ناشطة من شبكة النساء المهاجرات رفض المفوضية السامية للاجئين بالمغرب منح صفة لاجئ للأمهات اللاجئات يحيفا و نوعا من العنصرية المؤسساتية، و كأن الاتفاقات الدولية لا تسري في المغرب.
من جهة أخرى اعتبر المهدي علوة من GADEM أن المغرب عرف تحولا في الهجرة، فلم يعد بلد عبور بل بلد استقرار نتيجة إقفال الحدود نحو أروبا ، حيث أصبح التسلل يتم مقابل عدد من الضحايا في الأرواح.. و اعتبر علوة أن العنصرية تمس السود فقط بينما الجزائريون و السوريون لا احد يطاردهم.