تحول منير أكزناي، الذي عُرِف بقناص تاركيست، إلى ما يشبه صائد النعام نتيجة النفخ في رماد الاحتجاجات الشعبية بتاركيست.
أكزناي الذي قال انه استقال من حزب العدالة و التنمية لكونه الانتساب لهذا الحزب لا يشرفه، لم يقل لنا الجهة السياسية التي انقلب لجهتها. و إذا كان الأمر سرا، فلا شك أن هذه الجهة لا تريد أن تظهر للعلن و تفضل العمل في الظلام مثل اللصوص و القتلة.
و إذا كان أكزناي يبحث عن مجد جديد و عن العودة للواجهة إعلاميا بعد انحصار حضوره في الإعلام و بعد هجرة قصير لبلجيكا لم يأبه بها احد، فقد أخطأ أكزناي هذه المرة الهدف. فالمتاجرة بمطالب السكان و دفهم للتصعيد لا يخدم إلا ذوي النيات السيئة. أما من يريد المصلحة العامة، فهدفه من الاحتجاج هو فتح حوار مع المسؤولين لحل المشاكل العالقة.
و يبدو أن قناص تاركيست لم يعجبه الجلوس حول مائدة الحوار، فهو لا يعترف لا بمنتخبين و لا بسلطة و لا بمجتمع مدني. و هو بذلك يظهر نواياه الخفية و العدمية و التي لا تخدم سوى جهة واحدة تتمنى نسف كل شيء و إثارة القلاقل.
إن قناص تاركيست يلعب بالنار هذه المرة ، لكون التصعيد من أجل التصعيد سوف يأتي عليه أولا قبل أي احد. فتحوله لنوع من الصبيانية السياسة لن يؤدي به إلا للانحراف السياسي ، سيرا على نهج منحرفين حقيقيين من ذوي السوابق و الذين قد نقلوا له ألعدوى بفعل القرابة الزمانية و المكانية.