شبه حسن اوريد السلطة في المغرب بمباراة لكرة القدم بين فريقين و حكم، لكن بعد بداية المباراة بعض اللاعبين يغيرون الفريق و هناك من انسحب من اللعبة و آخرون احتجوا و نزلوا للملعب لكون اللعبة مغشوشة. "اما الحكم فقد قال أن اللعب سيكون كما هو جاري مع أن الخاسر أصبح هو الغالب". هذا يعني أن اللعبة السياسية لها قواعدها و لا يمكن ان نغير القواعد كلما أردنا.
و قال أوريد في ندوة الخميس بالرباط حول "الملكية ، الحكومة و السلطات " جمعت أيضا نجيب أقصبي و عبد الله حمودي و تغيب عنها عبدالعالي حامي الدين، إن تحديد قواعد اللعب مطلوبة، مظيفا ان الدستور ليس كل شيء و ليس هو الذي يحدد قواعد اللعب. كما قال أن مفهوم تنزيل الدستور هو مفهوم مغربي، معتبرا أن رئيس الحكومة مسؤول لأنه كلف بمهمة و هو مطالب بتوضيح الأمور و هي مسؤولية كبيرة. و اعتبر اوريد ان الدولة تقتضي فصل السلط و ليس حكم الامير، معتبرا أن النقاش لم يعد دستوريا بل في مستوى التفكيرو التأمل.
أوهام النخب المثقفة
من جهته اعتبر عبد الله حمودي اننا امام حكومة ضعيفة و مؤسسة ملكية قوية حيث الملك يدشن المشاريع، و شبه السلطة في المغرب بمناطق مسموح بها و غير مسموح بها. مشيرا ان الدستور الجديد الذي كان من المفروض ان ينتج حكومة قوية أعطانا حكومة ضعيفة. و اعتبر الحمودي ان الأحزاب ليست لها القدرة للدفع بذلك، مشيرا اننا في لحظة توضيح الرؤية لبلورة حكومة قوية مع امكانية تعديل الدستور للسماح بذلك.
و طالب حمودي بسيادة منطق الدولة عوض سيادة منطق الأمير، معتبرا ان المغرب يسير نحو نموذج لرئيس الحكومة و ريس الدولة كرمز للأمة و هو ما لا يتنافى مع الشريعة. و عكس ما صرح به اوريد من كون المغرب لا يتوفر على دولة ، اعتبر الحمودي ان في المغرب دولة لكنها محتاجة للاصلاح . مشيرا ان الاتراك اعتبروا أن نظام الباب العالي لا يمكن ان يصلح، مشددا على الدور الذي لعبته الادارة في عقلنة المجتمع.
أما نجيب أقصبي فشبه نظام الحكم بشركة مساهة حيث المساهمون يختارون من يسير الشركة و يحاسبونه إذا فشل، مشيرا أننا في المغرب لا نحاسب أحدا, و اعتبر أقصبي ان الدولة في وضعية حرجة ، مشيرا ان الملكية هي من يحدد الاستراتيجيات الكبرى، كما ان المشاريع الكبرى لا تلبي حاجيات الساكنة, كما تسائل أقصبي هل ستعمد الدولة للاستفادة من أخطائها.
و في حديثه عن اللعبة التي شبه بها اوريد السلطة، اعتبر ان الحكم (الملك) طلب من أصدقائه اللعب و أصبحوا يسجلون على خصومهم و في معسكرهم. و ختم أقصبي كلامه بالرهان على النخبة بكل مكوناتها العسكرية و الفكرية و الاقتصادية لأنها كانت دائما المحرك نحو الأعلى. كما اعتبر ان النخبة في المغرب تعيش أزمة مند عشرين سنة تقريبا.
نقاش نظري لأنتلجانسيا الصالونات
و انتقد عدد من المعقبين مداخلات أقصبي و اوريد متهمين إياهم بكونهم لا يعرفون الواقع المغربي جيدا و يبقى كلامهم كلام النخب المثقفة. كما كشفت المنالظرة التباين الشاسع لدى المتدخلين بين رؤيتهم للاشكالية السياسية في المغرب حيث كل واحد يبقى أسيرا لخلفيته السياسية و ماضيه الذي يجرجر وراءه.
كما تظهر المناظرة التي احتضنتها مدرة في ملكية عبد العالي بنعمور رئيس مجلس المنافسة، إرادة النخب البورجوازية التي ترسل أبنائها لهذه المدارس الخاصة، لتحسس مكان لابنائها في المربع السياسي و هو ما كان سابقا حكرا لخريجي الجامعات العمومية من أبناء الشعب.