اتفقت موريتانيا ومالي على تعزيز التعاون بين القوات المسلحة وقوات الأمن عن طريق لقاءات دورية ، والتبادل المنتظم للمعلومات، والتنسيق الوثيق بين القيادات العسكرية في البلدين .
وأشار البيان المشترك ، الصادر اليوم الأحد في نواكشوط، في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا لموريتانيا على مدى ثلاثة أيام، إلى أن الرئيسين كيتا ومحمد ولد عبد العزيز، اتفقا على "عدم إيواء أي مجموعات مسلحة أو إرهابية من شأنها تهديد أو زعزعة أمن أي من البلدين ".
ولدى استعراضهما للعلاقات الثنائية، خصوصا على الصعيد الأمني في شبه منطقة الساحل والصحراء، عبر الرئيسان عن ارتياحهما ل"استعادة السيادة والوحدة الترابية المالية ، وهزيمة المجموعات الإرهابية التي اتخذت من الشمال المالي وكرا لها".
كما عبر الرئيسان عن رغبتهما في تعزيز التعاون بين كافة دول الشريط الساحلي الصحراوي بهدف " تنسيق عمليات مكافحة المجموعات الإرهابية المسلحة وتجارة المخدرات، وعمليات التهريب بكافة أشكالها".
وثمن الرئيسان التعاون الثنائي "المثمر" في مجال الطاقة الذي كلل باتفاق بين شركتي الكهرباء في البلدين، يقضي بتزويد مالي بالفائض من إنتاج الكهرباء في موريتانيا، وأصدرا تعليماتهما للقطاعات المختصة لتسريع إنجاز الخط الجديد للربط الكهربائي بين البلدين.
وفي المجال التجاري عقد اجتماع بين الفاعلين الخصوصيين في البلدين أفضى إلى توصيات دعت على وجه الخصوص إلى تطوير البنى التحتية لتشجيع الاستثمار والعمل على خفض كلفة المبادلات بالتقليل من نقاط التفتيش وتبسيط الإجراءات الإدارية بإلغاء الحواجز غير الضريبية وفتح الأسواق أمام المزيد من المنافسة ودعم السلطات لبروز أقطاب تنمية على طول الحدود والرغبة في تسهيل تزويد السوق المالية بالمنتوجات النفطية السائلة والغاز عبر موريتانيا. كما تمت الدعوة إلى إنشاء مجلس أعمال موريتاني مالي لتعزيز ومتابعة العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين وتطوير التعاون في مجال البحوث الزراعية والبيطرية، ووضع معايير جودة في مجال تسويق وتبادل المنتجات الحيوانية ومكافحة الجراد المهاجر وغيره من الآفات الزراعية.
وفي ميدان التجهيز والنقل دعا الجانبان إلى تحيين اتفاق النقل والعبور البحري وتسريع إنجاز مشاريع طرقية عابرة للحدود ، فضلا عن إحداث لجنة خاصة بإنشاء شركة طيران مشتركة بين موريتانيا ومالي والنيجر، ستعقد أول اجتماعا لها في باماكو يومي 17 و18 يناير الجاري ، وسيكون من ضمن مهامها وضع جدول زمني لإنشاء الشركة المذكورة.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين المالي والموريتاني أعطيا تعليماتهما للوزراء المعنيين بالسهر على احترام ترتيبات اتفاقية حرية إقامة وتنقل الأشخاص والبضائع بين البلدين، مضيفا أن الوزيرين المكلفين بالإدارة الترابية اتفقا على" تعزيز التعاون بين السلطات الإدارية على حدود البلدين، وأوليا اهتماما خاصا لتفعيل عملية الترسيم النهائي للحدود للرفع من مستوى الاندماج بين مواطني البلدين على جانبي الحدود".
وأضاف البيان أن الجانب الموريتاني طمأن في هذا السياق نظيره المالي حول" العودة الطوعية للاجئين الراغبين في العودة إلى مالي، في انتظار استكمال الاتفاق الثلاثي الذي سيمكن اللاجئين من العودة وفقا للمعايير الدولية".
وعلى المستوى الإقليمي عبر الرئيسان الموريتاني والمالي عن ارتياحهما ل "التطور المنسجم والإيجابي" لمنظمة استثمار نهر السينغال التي تمثل نموذجا للاندماج بين الدول الأعضاء، معتبرين التعاون والاندماج الإقليميين "وسيلة ناجعة للبحث عن حلول للأزمات المتعددة التي تعرفها القارة الإفريقية ".
وكان الرئيس المالي قد أجرى مباحثات مع نظيره الموريتاني تناولت على الخصوص مختلف أوجه التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيد شبه الإقليمي والإفريقي والدولي ، كما قام الرئيس كيتا بزيارة لعدد من المرافق الحيوية والمنشئات الاقتصادية في كل من نواكشوط ونواذيبو التي أنشئت بها مؤخرا منطقة حرة .
ورافق الرئيس المالي في هذه الزيارة وفد هام ضم على الخصوص وزراء الشؤون الخارجية الذهبي ولد سيدي محمد والمصالحة وتنمية الشمال الشيخ عمر جارا والإدارة الإقليمية الجنرال موسى سينكو والاقتصاد والمالية بوري قيلي سيسوكو والتجارة عبد الكريم كوناتي والتجهيز والنقل الجنرال عبد الله كوماري والعمل والشؤون الاجتماعية والعمل الإنساني حمادو كوناتي والطاقة والمياه ممادو فرانكالي والجنرال مهمان توري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية.