تعيش تركيا اليوم صراعات خفية حول السلطة على خلفية فضيحة الفساد السياسي والمالي الذي تهز البلاد و تورط فيها وزراء من حزب العدالة والتنمية الذي يقود البلاد منذ اكثر من عقد من الزمن. تركيا أردوغان تظهر اليوم كبلد وصل للتخمة من حكم العدالة و التنمية .
ما يقع اليوم في تركيا و الانتقادات الموجه لأردوغان ، تبرز أن حزب العدالة و التنمية التركي أصبح ينحو نحو فرض سيطرته على الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وعلى كافة المجالات، مستعملا في ذلك بعض الاساليب التي يعتبرها البعض ديكتاتورية وتفصح الميولات التحكمية لأعضائه.
و يزيد من هذه المخاوف إقدام أردوغان بتنقيل المئات من رجال الشرطة وعشرات من القضاة، بعد اكتشاف فضيحة تورط اعضاء بارزين من حزب العدالة والتنمية في قضية فساد مالي وسياسي . ما قام به أردوغان اعتبرمحاولة لافشال عملية التحقيق وقطع الطريق امامها، متغاضيا بذلك عن خطورة هذا الاجراء الذي قد يدفع ببعض ضحايا الانتقام إلى تسريب وثائق حقيقية او مزورة، وهو ما سيساهم في زعزعة رئيس الحكومة ويعجل بسقوطه.
والملاحظ ان في الآونة الاخيرة أن حزب العدالة والتنمية أصبح يزيغ شيئا فشيئا عن قواعد اللعبة الديمقراطية وبدأت قيادته تتجه صوب ممارسات ديكتاتورية وتسلطية اكثر فأكثر. فبمجرد اصطدام الحزب بمشكلة، ولو كانت صغيرة، يقوم اوردغان بتأويل ذلك على انه مؤامرة محبوكة من طرف اعدائه داخل الحزب او يشير بأصابع الاتهام إلى الدوائر القريبة من اسرائيل..
اوردوغان الذي سيطر عليه حب التسلط نتيجة بقائه لمدة طويلة ، يدك بيده ما بناه في عشر سنين , بعد ان استطاعت تركيا خلالها مضاعفة انتاجها الوطني ثلاث مرات لتصبح بذلك احد المع وابرز الاقتصادات الناشئة، كما انه استطاع ابعاد المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية ودخل في حوار مع الاقلية الكردية لإيجاد حل لهذا الصراع الذي انهك السياسة والاقتصاد التركي.
اليوم الاقتصاد التركي ينهار وقيمة العملة تتدحرج إلى الاسفل و المعجزة التركية على حافة الافلاس. و تبقى امام أردوغان فرصة واحدة للخروج من الملعب و هو عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة و التي لن تكون إلا ضده.