ألقى الشيخ محمد الفزازي خطبة الجمعة بمسجد طارق بن زياد أمام الملك محمد السادس، الذي يزور المدينة لتدشين عدد من المشاريع التنموية. و تعد هذه أول مرة يلقي فيها احد شيوخ السلفية الجهادية خطبة جمعة أمام ملك البلاد، و هي سابقة من نوعها في البلدان العربية و الإسلامية.
و بهذه السابقة يكون المغرب قد نجح في دمج رموز السلفية الجهادية في إجماع الأمة على مبدأ إمارة المؤمنين و الإسلام السني الوسطي . و في مقابل ذلك فشلت عدد من محاولات بلدان عربية و إسلامية في دمج المكون السلفي الجهادي في المنظومة الدينية الرسمية رغم عدد من مشاريع المراجعات الفكرية.
الشيخ محمد الفيزازي، الذي حكم عليه بـ30 عاما سجنا نافذا، بعد اتهامه بالتنظير للسلفية الجهادية بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب، قضى منها 8 سنوات قبل أن يخرج بعفو ملكي. و يعد الشيخ الفزازي أول معتقل سلفي سابق يلتقي بالملك مباشرة، كما سيكون أول منتم للتيار السلفي يكلف بخطبة الجمعة وإمامة الملك.
وكان الفزازي قد قام بعدة مراجعات فكرية قبل خروجه من السجن، وثقها في رسالة نشرتها مجموعة من الصحف المغربية، تضمنت اعترافا للملك بإمارة المومنين، وإدانة للهجمات الدامية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء. كما سبق للفزازي أن أعلن انخراطه في الحياة العامة و مشاركته في عدد من الملتقيات و الندوات ، قبل أن توافق وزارة الأوقاف على إعادته للخطابة.
إلقاء الشيخ محمد الفزازي لخطبة الجمعة أمام ملك المغرب، تعد مؤشرا قويا على المنحى الذي اختاره المغرب في تغليب الحوار و الحلول التي تجنب البلد ويلات الصراعات المذهبية، كما هو حال بلدان المنطقة العربية. و هي مبادرة يجب أن تلقي كل التنويه و الإشادة لتكون نموذجا يحتذي به الآخرون من حولنا.
و شدد الشيخ الفزازي في خطبته على نعمة الاستقرار في المغرب و على توفق المغرب في تحقيق الأمن الروحي و الأمن الغدائي للمواطنين المغاربة. و قد أدى الملك محمد السادس صلاة الجمعة بمسجد طارق بن زياد بطنجة كما عهد ذلك بسائر المدن التي يزورها ، حيث يصلي في احد المساجد المتواجدة بمختلف الأحياء.
و تطرق محمد الفيزازي لموضوع الأمن والأمان في خطبة الجمعة وأوضح أن النعم وإن كانت من هبة الله عز وجل، فإن الحق سبحانه جعل الأخذ بالأسباب من سننه، وأن من أعظم نعم الله على عباده، الأمن والأمان ، فلا أمن بلا أمان، ولا أمان من دون أمن، وبدونهما لا يقوى الإنسان على العبادة.