أصبحت فرنسا اليوم مثل سيدة عجوز خانها الجمال و الحسن و تأبى إلا ان تتعجرف و تعيش في وهم كونها مركز العالم. فبعد أن خرجت بوجه مكشوف لمناوشة المغرب بقضايا بعرف الجميع حقيقتها، بدءا بفضيحة استدعاء مدير الديستي بباريس و القضية المفبركة لزكريا المومني و نهاية بالتعامل المهين لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار.
فرنسا اليوم نزلت للحضيض على سائر المستويات فالأزمة الخانقة أصابت الفرنسيين بالاكتئاب، و على المستوى الرسمي فالسياسيون تحول كلامهم للتنابز و الديماغوجية فقط.
ففرنسا الدولة الاستعمارية التي عاشت و بنت مجدها الاقتصادي على أكتاف شعوب إفريقيا و شرق آسيا، تقهقرت إمبراطوريتها الاقتصادية أمام صعود العملاق الصيني و ألمانيا, فلم تعد تساوى شيئا اللهم أمجاد الماضي.
الشرطة الفرنسية على نهج سياسة فرنسا ، عمدت في خرق سافر ومقصود لكل الأعراف الدبلوماسية، إلى إخضاع وزير الشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار، عند توقفه بمطار رواسي شارل دوغول عائدا إلى المغرب من القمة الثانية حول الأمن النووي بلاهاي، إلى إجراءات تفتيش مهينة.
كما تعاملت الشرطة الفرنسية بشكل فج وغير لائق مع الوزير المغربي، ولم يتردد أفرادها في إرغام مزوار على نزع معطفه وحزامه وحذائه وجواربه بالإضافة إلى تفتيش حقيبته وكل أغراضه الشخصية و هو ما يكشف حقيقة التركيبة النفسية و الثقافية للشخصية الفرنسية التي لم تتخلص بعد من عقدة الاستعمار رغم ان العالم تغير و أصبح الفرنسيون يشتغلون مياومين عند من كانوا يستعمرونهم في السابق.