قالت "منظمة حريات الاعلام والتعبير" المعروفة اختصار ب 'حاتم'، انها تلقت باستنكار بالغ الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له الصحافية خديجة الرحالي،العاملة بجريدة "العاصمة بوست"، من طرف الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الذي طالبها، وفقا للشهادات المتداولة ولما أوضحته المعنية بالامر ، بمغادرة مبنى البرلمان المغربي، يوم الجمعة 11 أبريل الجاري، مبررا ذلك بكون لباسها "لا يليق بحرمة البرلمان"، في الوقت الذي كانت فيه الصحافية بصدد تنفيذ واجبها الإعلامي في تغطية أشغال جلسة افتتاح الدورة الثانية من السنة التشريعية الحالية.
و قالت منظمة 'حاتم'، لأنه "انطلاقا من دورها في الدفاع عن حريات الاعلام والتعبير وهي من مقومات بناء الديمقراطية، ومن أجل ضمان حرية الممارسة الصحافية والإعلام التعددي وجعلهما سلطة حقيقية، وباعتبار الاعتداء على الصحافية، خديجة الرحالي، صادر عن عضو في الحكومة المغربية باسم حزب 'العدالة و التنمية'، واستحضارا للاعتداء الذي تعرضت له، سابقا، أمينة خباب، المصورة الصحافية بالقناة الثانية، في يونيو 2001 من طرف عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة الحالية، محاولا طردها من قاعة جلسات مجلس النواب تحت ذريعة أنها "سافرة ولم تحترم مشاعر النواب وحرمة المكان. تعلن "حاتم" تضامنها مع الصحافية خديجة الرحالي، و احتجاجها على اعتداء عضو الحكومة على الحرية الفردية للصحافية، وإهانة كرامتها و منعها من ممارسة واجبها المهني. و تطالب باعتذار رسمي من الحكومة ممثلة في رئيسها.
كما تعبر عن إدانتها لتجاوز الوزير المعني لصلاحياته الدستورية والقانونية، وانفلاته عن القيم الأخلاقية للمغاربة، وفرضه لقناعته الخاصة و المناقضة لحقوق الانسان، كما هي متعارف عليها عالميا، داخل مقر المؤسسة التشريعية منتهكا لمبدأ الفصل بين السلط.
كما جددت تأكيدها على خطورة السلوك غير المسؤول الذي أقدم عليه وزير من الحزب الأغلبي داخل الحكومة التي لها و لأعضائها سوابق في الاعتداء على حرية الإعلام ؛ سلوك يكرس التوجه القاصر للسلطات السياسية بالمغرب إزاء الاعلامين والإعلام وموقعه كسلطة مستقلة وكمهنة لها حرمتها وينبغي احترامها و إيلائها كامل الاحترام والتحصين .
كما اعتبر بيان "حاتم "ان هذه الممارسة المريضة إنما تؤكد ابتعاد الوزير وتياره السياسي عن الشعارات التي رددوها و يرددونها عن الديمقراطية والقيم و الاخلاق و لا علاقة لها بانتظارات الشعب المغربي وقواه الحية في إطار السيرورة التي فرضها الربيع الديمقراطي بالمنطقة، ولا بالتجارب و الدروس التي يجب استخلاصها من هذه المرحلة.