في أجواء جد متشنجة, انطلق اجتماع للجنة المركزية لمنظمة الشبيبة الاستقلالية أمس الأحد بالرباط. مواجهة أنصار عبد الواحد الفاسي لعبد القادر الكيحل, الكاتب العام للشبيبة بغياب جدول أعمال واضح وتداول أحاديث عن اتجاه عام يروم خروج الهيئة التقريرية داخل الشبيبة الاستقلالية بدعم حميد شباط على حساب عبد الواحد الفاسي جعل قاموسا من السباب المتبادل والتشابك بالأيدي يطفو على السطح بين الفينة والأخرى.
أنصار عبد الواحد الفاسي داخل الشبيبة حاولوا أكثر من مرة نسف الاجتماع, وبعد مرور أكثر من نصف ساعة على إلقاء عبد القادر الكيحل, الكاتب العام للشبيبة وعضو اللجنة التنفيذية والمعروف بتأييده لحميد شباط, سيتم مقاطعته أكثر من مرة خصوصا عندما أشار تلميحا أو تصريحا في كلمته الطويلة إلى الانقسام القائم داخل الحزب بين مؤيد لأحد المرشحين لمنصب الأمين العام لحزب علال الفاسي.
أحمد العمراتي عن اللجنة الوطنية للشباب الاستقلالي والمحسوب على أنصار عبد الواحد الفاسي إلى جانب آخرين قاطعوا كلمة الكيحل مطالبين إياه بجدول أعمال محدد, فما كان من أنصار شباط إلا التفطن إلى نية المجموعة الأولى في نسف أطوار اجتماع اللجنة المركزية: "مهما فعلتم وحاولتم نسف أشغال اللجنة فإن الاجتماع سيستمر" يقول الكيحل في رسالة تحذيرية لأنصار الفاسي.
كلمة عبد القادر الكيحل التي استفزت أنصار عبد الواحد الفاسي جاءت مليئة بالاتهامات لأنصار عبد الواحد الفاسي بوصفهم: "من يرفض الديمقراطية يرفض التعدد وتحديث الحزب". اتهامات عضو اللجنة التنفيذية والكاتب العام لمنظمة الشببية الاستقلالية والنائب البرلماني بمجلس النواب عادت للتذكير بكل فصول المواجهات التي جرت بين المعسكرين المتنافسين حيث تساءل الكيحل: "هل الدعوة إلى مناظرة فيه استهداف لأحد؟". الكيحل لم ينكر دعمه لحميد شباط لكن ذلك تم: "بشكل شخصي وكعضو باللجنة التنفيذية ولم يسبق لي أن تحدثت باسم الشبيبة الاستقلالية رغم أني أعرف اختيارات أغلبية قيادات المنظمة ونحترم الأقلية ولكن بعض الأقليات أرادت أن تتحول إلى ديكتاتوريات".
الحركة التصحييحة التي دعت إليها فعاليات شبابية داخل المنظمة رد عليها الكاتب العام برمي الكرة في ملعبها: "عندما خرجت عناوين مفادها أن المرأة الاستقلالية تدعم عبد الواحد الفاسي لم نسمع أحدا ينتقد الأمر, أما عندما يقول الكيحل أنه يدعم مرشحا معينا باسمه تقوم هناك حركة تصحيحية, من يحتاج إلى تصحيح؟" يتساءل الكيحل, الذي اعتبر بعض المنتقدين له ولحميد شباط ب"الظواهر الصوتية".
وكنوع من التوجيه الذي تحدى به أنصار عبد الواحد الفاسي قال الكيحل أن الشبيبة دعت كلا المرشحين للقدوم من أجل إقناع أعضاء اللجنة المركزية: "لكن أحد المرشحين قبل والآخر رفض" في إشارة إلى قبول شباط ورفض الفاسي. وكرد على اتهامات أنصار الفاسي لأتباع شباط بكونهم مجرد أدوات: "أنا لا أؤمن بالأنصاف والأتباع ولسنا إمعات وتوابع واليوم يوم حاسم ولكم فيه الكلمة ولكم الكلمة يوم 22 شتنبر كذلك" يؤكد الكيحل.
الاجتماع الذي تخلله التشابك بالأيدي أكثر من مرة كانت ترتفع الأصوات كانت ترتفع بعض الأصوات بترديد شعارات من قبيل: "كن مطمئنا يا علال نحن البديل المنتظر", "كنا ولا زلنا على طريق النضال" لتهدأ الأمور بعض الشيء ما تنفك وتشتد مرة أخرى إما بالتعارك أو السب المتبادل.
عبد المجيد الفاسي عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية, نجل الوزير الأول السابق والأمين العام المنتهية ولايته على رأس الحزب عباس الفاسي, بدا معزولا أمام باقي أعضاء المكتب التنفييذي وكذلك أعضاء اللجنة المركزية الذين يؤيدون في أغلبيتهم حميد شباط.
لكن أكثر الكلمات التي أثارت حفيظة أنصار عبد الواحد الفاسي هي عندما تلفظ أحد أنصار شباط ب: "عطيو لبقر علال جدول أعمال". هذا السباب الذي تلفظ به أحد المحسوبين على تيار شباط لم يجد معه ترديد الشعارات مرة أخرى لتهدئة الموقف ولم يحل إلا بدخول رجال أمن خاص تم استقدامهم ترقبا لمثل هذه الاشتباكات والملاسنات. الهدوء سيعود للقاعة بعض الشيء لكن الفوضى انتقلت لخارج قاعة علال الفاسي التي شهدت اجتماع اللجنة المركزية, بعدما نجح أنصار شباط في طرد أنصار الفاسي الذين ظهرت أعدادهم قليلة, إذ من المتوقع أن لا يكون لها تأثير على اتخاذ اللجنة المركزية للشببية الاستقلالية قرارا في نهاية أشغالها من مساء أمس بدعم ترشيح حميد شباط للأمانة العامة في مواجهة عبد الواحد الفاسي المستمرين في التنافس إلى آخر رمق بعدما فشلت كل الوساطات لإيجاد حل ثالث يقي أعرق حزب مغرب مخاطر الانشقاق.