جدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق خلال ندوة صحفية عقدت صباح اليوم بالرباط، على تأكيد مضمون الظهير الملكي الذي يمنع على الأئمة والقيميين الدينيين أي انتماء سياسي أو نقابي و الجدل في القضايا السياسية، حيث قال التخوفات هي "أن يفسد الدين السياسة"، محذرا من مخاطر تسرب "الاتجاهات السياسية إلى القيمين الدينيين."، الذي قال بأنهم يجب أن يكونوا بمنأى عن الانتماء السياسي.
وأشار أحمد التوفيق، الذي كان يتحدث في ندوة صحافية بمناسبة صدور الظهير الشريف رقم 1.14.104 في شأن تنظيم مهام القيمين وتحديد وضعياتهم ، أن هذا الظهير يأتي انسجاما مع تدبير الشأن العام الذي يجب آن تحكمه قوانين واضحة"، مضيفا أن من إيجابيات الظهير الجديد هو إعطائه للقيميين الدينيين حق التظلم"، منتقدا التركيز على منع هؤلاء القيميين من الانتماء السياسي والنقابي، الذي اعتبره أمرا معروف لدى الأئمة والخطباء الذين يعرفون ذلك ويلتزمون به".
و دعا أحمد التوفيق إلى إبعاد السياسة عن الدين، معتبرا أنه "لكي لا تفسد السياسة لا يجب أن يدخل فيها الدين". وأوضح التوفيق أنه "من غير المنطقي أن يكون الأئمة في خلاف سياسي مع المأمومين"، مضيفا أن للإمام أن ينتخب من شاء، لكن أن يمثل تيارا سياسيا، فهذا أمر غير متناسب مع وظيفة المسجد".
و شدد التوفيق على "إن عدم ممارسة النشاط السياسي والنقابي واقع، والآن يتم التنصيص عليه بهذا الظهير الملكي"، مضيفا أنه "لا يمكن الخلط بين ممارسات تهم الأمة وأخرى يختلف فيها المجتمع باجتهاداته السياسية الدستورية"، معتبرا أن "الشأن الديني مجال لا تنافس فيه ولا خلاف لأنه من الثوابت الوطنية".
وأكد التوفيق أن هدف الظهير الملكي الجديد، هو "نقل الشأن الديني من العرف إلى القانون"، كاشفا أنه تم الاشتغال عليه منذ سنوات، لأنه لا يمكن بناء ظهير من هذا الحجم بين ليلة وضحاها، إذ فيه أطراف متعددة ولم يأت منعزلا بل خرج من واقعنا".
وأعلن وزير الأوقاف إلى" أن قلة قليلة فقط من الخطباء والوعاظ ينتمون للأحزاب والنقابات اليوم في المغرب"، معترفا بوجود بعض المخالفات التي تصدر عنهم وذلك عند قيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أن البعض يخرج على السنة"، مستدركا أنه "يتم نهي سنويا ثلاثة إلى أربعة أئمة فقط".
و جاء هذا الظهير ليضع حدا لنوع من الفلتان الديني، حيث يعتلي منصة الخطابة نواب برلمانيون مثل حالة عز الدين توفيق بالدارالبيضاء و مدرسون منتمون لحركات دعوية بعينها، كما يستغلون المنابر للهجوم على مهرجانات بعينها لاسباب سياسية صرفة.