وقع المحامي الفرنسي موريس بوتان الجمعة بالرباط النسخة العربية من كتابه 'الحسن الثاني، دي غول وبن بركة: ما أعرفه عنهم' الصادر عن دار 'كارتالا' سنة 2011 ، بحضور البشير بن بركة و فعاليات حقوقية و سياسية .
و استهل البشير بن بركة اللقاء بكلمة في حق المحامي الفرنسي الذي تماهى مع قضية بن بركة لسنين طويلة، كلفته الطرد من المغرب سنة 1966، حيث كان محاميا مسجلا بنقابة الرباط مند 1954. و اعتبر البشير بن بركة أن بوتان كان من المفروض أن لا يحضر اليوم للمغرب، لكون أحد المتورطين في اختطاف بن بركة "ميلود التونزي" رفع دعوى استئنافية ضد بوتان بعدما خسرها ابتدائيا، في محاولة لإسكات عائلة بن بركة من خلال محاميها، و كان إحدى جلسات المحاكمة الجمعة.
و اعتبر البشير بن بركة أن كتاب موريس بوتان هو نظرة من داخل المغرب و من خارجه، لكون بوتان عارف بالشأن المغربي.، مضيفا أن الكتاب هو دعوة للعدالة و للحقيقة و للذاكرة سيفتح الطريق للمؤرخين ، و هو في الأخير كتاب الأمل.
"موريس بوتان " شاهد على العصر
ويروي الكتاب الوضع الداخلي للمغرب قبل 1956 ويسرد الأحداث التي تبعت الاستقلال إلى غاية اختطاف مهدي بن بركة. و يكشف الكتاب الدور الرئيسي الذي لعبه أعوان الشرطة ومصالح الاستخبارات وكذا شخصيات فرنسية سامية عن قصد أو عن غير قصد.
الكتاب هو تسائل مستمر عن من قتل بن بركة؟ كيف؟ أين توجد جثته؟ هي كلها أسئلة طرحها المحامي المولود في مكناس (المغرب) الذي عرف الزعيم المغربي عن قرب في كتابه المكون من 500 صفحة.
و يقدم الكاتب شهادة حول جانب من فترة أليمة عاشها العديد من المناضلين في العشرية الأولى بعد الاستقلال ، حين كان محاميا في محاكمات سياسية حيث كان المحامي الفرنسي الوحيد آنذاك. و في الجزء الأول يروي الكاتب مقاومة الشعب المغربي. أما الجزء الثاني فيغطي سنوات 1956-1965 لا سيما الأشهر الأولى من الاستقلال وتولي الأمير مولاي حسن سدة الحكم ليصبح بعد ذلك الملك الحسن الثاني. أما الجزء الثالث فيتعلق بقضية مهدي بن بركة واختفائه وآثار تلك القضية في المغرب وفرنسا.
كما تحدث الكاتب عن الشكوى الأولى بالاختطاف والحجز ، ثم الشكوى الثانية في أكتوبر 1975 السارية المفعول بقصر العدالة بباريس بتهمة 'الاغتيال'، حيث يتعلق الأمر بالكفاح الذي تم خوضه طوال 40 سنة إلى جانب عائلة بن بركة بغية اكتشاف الحقيقة حول هذه المأساة.