انطلقت رسميا صباح يوم الأحد في مدينة شنقيط بالشمال الموريتاني فعاليات مهرجان المدن القديمة بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأعضاء في الحكومة وشخصيات سياسية ودبلوماسية.
ويقول القائمون على المهرجان إنهم يأملون أن يشكل فرصة لإبراز مختلف جوانب التراث المادي واللامادي لهذه المدينة و الأدوار الثقافية والعلمية والتجارية التي ظلت تلعبها على مر القرون.
ويقول المشرفون على المهرجان إن هذه التظاهرة ستركز على العديد من النشاطات الثقافية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية بهدف التحسين من ظروف حياة سكان هذه المدن، مؤكدين أنهم أعدوا برنامجا "حافلا بالتظاهرات الثقافية المتنوعة من محاضرات وأفلام وثائقية حول تاريخ و دور المدن القديمة و معارض للمخطوطات و أسواقا موسمية لمنتجات الصناعة التقليدية ومباريات فنية ثقافية ورياضات تقليدية كان المجتمع الموريتاني يوليها اهتماما كبيرا وبدأت تختفي مع مرور الزمن".
المدن الموريتانية القديمة ودورها المتعدد الأبعاد
و تأسست المدن الموريتانية القديمة (شنقيط وولاتة وودان وتيشيت) في القرن ال 11 وال 12 تجاوبا مع مقتضيات التجارة عبر المسالك الصحراوية من أجل تقديم خدمات كانت التجارة والقوافل في أمس الحاجة إليها.
ووفرت هذه المدن أسبابا للتلاقح الثقافي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي عبر قرون عديدة وأخذت مراكزها التجارية والدينية مع الزمن حاضنة للثقافة الإسلامية كما جسدت حواضر هذه المدن محطات مختلفة للتجارة الصحراوية وامتازت بخصوصية طرازهاالمعماري المتمثل فى منازلها ذات الصحون المتميزة وبطرقهاالضيقة الشاهدة على نمط خاص من الحياة التقليدية المتمركزة حول الثقافة البدوية لشعوب الصحراءالغربية.
وتعتبرالمدن التاريخية مراكزاشعاع قوي للحياة الثقافية والدينية بجذورهاالضاربة في التاريخ منذ سبعة قرون، مما منحها شهادة حية على دورها فى المبادلات المرتبطة بالمحاورالكبري للتجارةالصحراوية شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.