زووم بريس-محمد الحمراوي
عبر الدكتور خير الدين حسيب المفكر العربي ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز دراسات الوحدة العربية، عن امله ان يقدم المغرب مرشحا لمنصب الامين العام للجامعة العربية في القمة القادمة التي ستنعقد شهر مارس القادم بالمغرب.
و قال حسيب في محاضرة له مساء الجمعة، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط أن من شأن قيادة شخصية مغربية للجامعة العربية ان تعيد لها امجاد الماضي التي عاشتها مع جيل من كبار القادة.
و عبر خير الدين حسيب في محاضرة له حول موضوع “العرب والعالم..إلى أين” عن خيبة امله من جمود المغرب العربي منددا بهذا الوضع قائلا "عار ان تبقى الحدود مغلقة بين المغرب و الجزائر".
العرب و العالم خريطة الازمة
واعتبر حسيب أن الأقدار شاءت ان تتواجد هذه الأمة العربية في موقع استراتيجي و ان تتواجد فيها موارد نفطية مهمة، معتبرا أن معيار القوة العسكرية لم يعد معيارا اليوم للريادة العالمية بل القوة الاقتصادية . و ذهب حسيب إلى أن السنة الجارية ستعرف تفاهمات في الملف السوري و اليمني نتيجة توافقات دولية. و اعتبر ان الربيع العربي مجرد انتفاضات، لان الثورة تتضمن تغيير شامل . و أوضح أن ما حدث انتفاضات تنتكس و ترجع الى فوضى عارمة.
من الانتفاضة إلى الثورة
و شدد حسيب على ان هناك أربع عوامل إذا توفرت في أي انتفاضة نجحت إلى حد كبير. أولها كسر حاجز الخوف كما حدث مع البوعزيزي في تونس و ما تلاه من هبة شبابية ، ثانيا تجانس مجتمعي كما هو الحال في تونس، ثالثا ان تكون الانتفاضة غير عنفية وان تبقى سلمية ، حيث اذا استعمل العنف من قبل المحتجين تقوم الدولة باستعمال العنف و لها المبرر القانوني في القيام بذلك.
و اعتبر ان العنصر الرابع هو موقف الجيش الذي يجب ان يكون موقفا محايدا أو موقف الانضمام إلى الانتفاضة، ففي تونس كان الجيش محايدا لكونه ليس جيشا كبيرا و لا خبرة له في السياسة. اما في مصر فقد استفادت مما حصل في تونس ، فهناك من كان يتواصل مع الشباب القومي ، مشيرا ان الأقباط شاركوا منذ اليوم الاول في الثورة عكس الاخوان الذين التحقوا بها فيما بعد. و اعتبر حسيب ان ما حصل في تونس هو ان النخب كانت موجودة، بينما في مصر مبارك كان الأخير قد قضى على النخب و لم يسمح النظام بنشوء مجتمع مدني لذلك كانهناك فراغ مجتمعي للقوى الحاضنة.
و اعتبر المتحدث أن ما زاد الطين بلة في مصر هو أن أمريكا كانت تقوم بدراسة عن طريق احد المؤسسات البحثية عن القوة المؤهلة لقيادة المنطقة، و خلصت ان الإخوان هم الأكثر تنظيما و هم متقبلون لمبدأ الديمقراطية، لذلك بدأت أمريكا في بناء تكتل شمل مصر، تركيا، ، قطر والنهضة في تونس و الإخوان .
إيران بين دولة الملالي و طموح الهلال الشيعي
و في جانب العلاقة مع ايران ، خصوصا بعد التوتر الأخير بالخليج، طالب خير الدين حسيب بان نتعامل مع ايران كعمق إسلامي استراتيجي للأمة العربية و كصديق محتمل و ليس كعدو محتمل. مطالبا بأخذ الحيطة و الحذر. فإيران موجودة و العرب موجودون و ان حالة العداء لن توصلنا لنتيجة. و خلص حسيب انه قد يكون اتجاه سياسي في إيران يطمح لتوسيع المذهب في العالم العربي وهذا التوجه لن يكتب له النجاح،و لن تستطيع إيران ان تحول السنة العرب إلى شيعة.
و شهدت محاضرة المفكر العربي القومي، خير الدين حسيب حضورشخصيات وطنية و قيادات يسارية وإسلامية من بينهم عبد الرحمان اليوسفب و محمد بنسعيد ايت ايدر وعبد الواحد المتوكل، القيادي في جماعة العدل والإحسان و فتح الله أرسلان، وعبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وسعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، و خالد السفياني منسق المؤتمر القومي الاسلامي ، ومحمد اليازغي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي سابقا. و فتح الله ولعلو و المصطفى المعتصم و محمد المرواني و مفكرون و جامعيون و جمهور من الطلبة و الباحثين و جال الاعلام و السياسة.