زووم بريس-الرباط
طالب نقابيون بإسقاط اوثان الزعامات النقابية المتسلطة و الأبدية في النقابات المغربية. و قال عبد العالي كميرة الكاتب العام " للكونفدرالية العامة للشغل" خلال ندوة وطنية، يوم الأحد 07 فبراير 2016 بالرباط، حول موضوع “واقع المشهد النقابي المغربي: التحديات والآفاق” بمشاركة فعاليات نقابية وجامعية وحقوقية ومهتمين بالشأن الاجتماعي، " نحن جزء من المسؤولية في ما حصل ، لأننا مهدنا الطريق لصورة من يحملون لقب الزعيم و الذين يحملون من اللقب سوى المكر و الخداع و تكريس العزوف".
و اعتبر كميرة ان كل الإطارات التي شكلت باسم البديل النقابي لم تستطع الخروج من الخضوع و احتضان قضايا الجماهير. مضيفا أن المشهد النقابي يعيش أزمة حقيقية ، لان مدبري الحقل النقابي لم يستطيعوا الخروج من منطق الصفقات و الكولسة . و شدد كميرة أن كل المناضلين الشرفاء تم التضحية بهم من قبل الزعامات النقابية المستبدة حيث اختاروا العزلة و النأي بأنفسهم عن الصراعات. و اعتبر المتحدث أن العمل النقابي وصل للحضيض و بشكل واضح " هناك ناس ارتزقوا على ظهر الحركة العمالية و نحن جزء من هذا المشهد بسبب صمتنا" على حد تعبيره.
و اعتبر المتحدث ان المشهد النقابي يعيش وضع حالة الوفاة بينما الدولة تهاجم و تضرب ، اما المشهد السياسي فهو ليس باحسن حال فهو مهمش و ضعيف و بالتالي يفتح الباب على مصراعيه للفكر الماضوي و المحافظ لخلخلة البنيات الاجتماعية و التغلغل فيها. و اعتبر اننا اليوم بحاجة لعمل نقابي شفاف و لجبهة اجتماعية واضحة و برنامج نضالي ، قصد إرجاع النبل للعمل النقابي لمقارعة الواقع بخطاب جديد قوامه النقد و النقد الذاتي.
و خلص كميرة إلى القول ان ما وقع داخل المشهد النقابي هو ان البيروقراطية و الزعامات استأسدت على المناضلين و أصبحت تقرر وتوزع المناصب و تقرر في رقابهم.
قاموس غريب مفرداته الانبطاح و الخنوع و عبادة الزعامات
من جهته اعتبر محمد بنحمو عضو مكتب "الفدرالية الديمقراطية للشغل"، أننا أصبحنا اليوم نرى التحكم المهندس و الممنهج في صناعة الأجهزة النقابية و الولاءات النقابية للتصويت بنعم، حين يقول الزعيم نعم و يرغب في ذلك وحده. كما أصبحنا نرى مفارقة غريبة حيث نجد المؤسسة و التداول على المراكز في الأدبيات النقابية فقط، بينما الواقع شيء آخر ، فلا وجود لغير أصنام نصبت نفسها للأبد.
و اعتبر بنحمو أن الجميع ابتعد عن عقلية المؤسسة و ثقافة نقابية تعطي فرص للآخرين ، لنصبح أمام زعماء سرقوا أعمار الآخرين و مسيرتهم في النضال و التضحية.
ووصف بنحمو بنبرة يطبعها الحسرة و الألم ما آلت اليه الأوضاع اليوم، اننا أصبحنا تحت سطوة أناس صنعوا أوهاما و ربطوا أنفسهم بالنقابات للأبد ، و كأن الطوفان سيحل إذا غاب الزعيم الأبدي ، معتبرا أن هذا المنطق خارج التاريخ و الحداثة و الديمقراطية.
و اعترف المتحدث أن هذا هو الوضع الذي وجدنا أنفسنا فيه اليوم مع زعامات متسلطة و عاجزة الى حد الشلل. و شدد على انه حان الوقت لنتكلم بلغة أخرى خارج القاموس المعهود للبعض ، لكي لا يستمر نبلاء من أشراف الوطن يطردون خارج الإطارات النقابية بقرارات رعناء من أشخاص نصبوا أنفسهم زعماء بمنطق التسلط.