أجمع متدخلون في ندوة "النهج بعيون الآخرين" التي نظمها الحزب بالرباط مساء السبت، على انتقاد الطابع المنغلق للتنظيم الراديكالي و عدم قدرته على بلورة خطاب تواصلي منفتح.
واعتبر أحمد عصيد ان على النهج أن يبدل جهدا على مستوى التواصل، مبديا ملاحظته حول تقصيره خصوصا في وسائل التواصل الحديثة. و نبه عصيد إلى انه لا يكفي إصدار بيان ، بل لابد من وجود وجوه تواصلية للحزب و تحريك طاقاته للحضور على مستوى التنظير للمرحلة.
من جهته نبه محمد الساسي إلى ان حزب النهج يخلط بين الموقف من النظام والموقف من قضية الصحراء كما يخلط بين الاستبداد وشكل النظام ، حيث يعتبر ان الحرية هي الجمهورية. و اعتبر الساسي أن بعت رسالة للبوليساريو في مؤتمرهم الأخير كان خطأ.
كما اعتبر الساسي أن النهج يقع في التناقض حين يرفض الانخراط في المؤسسات العامة و يقبل الانخراط في المؤسسات الخاصة. و شدد المتحدث أن للنهج مقاربة جامدة لأنه يرى أن كل ما يأتي من النظام سيئ، كما يرتبط بخط تأجيج الأزمة أملا في الثورة الموعودة.
و أشار الساسي إلى نمطية خطاب النهج من خلال نوع من التحليل الميكانيكي كالرجعية و النظام التبعي حيث تنتج بلاغاته لغة السبعينات .
أما عمر أحرشان عضو الدائرة السياسية لجماعة "العدل والإحسان"، فاعتبر أن الأمن ونعمة الاستقرار التي يتنعم بها المغرب، مقارنة ببعض الدول العربية، يعود فضله لمناضلي النهج و الجماعة بفضل حفاظهم على سلمية حركة عشرين فبراير و عدم انزلاقهم لتوجه غير سلمي و ليس للنظام.
و اعتبر إحرشان أن النهج الديمقراطي يمثل أكبر شاهد على الأعطاب السياسية في المغرب، باعتباره تنظيم مستقل عن النظام والجهات الخارجية ، مشيرا إلى أن الانجاز السياسي الكبير في المغرب هو الحفاظ على الهوية السياسية فقد فقدت عدد من التنظيمات هويتها اليسارية و اصبح لها خطاب تبريري.
وشارك في الندوة بالإضافة للساسي و عصيد و إحرشان ، فؤاد عبد المومني و عبد الباقي اليوسفي. و جاء اللقاء في إطار تهيئ المؤتمر الوطني الرابع للنهج الديمقراطي .