أصدر المجلس الأعلى للحسابات، الثلاثاء، التقرير السنوي برسم سنة 2014، بعدما قام بـ 16 مهمة رقابية أنجزتها مختلف غرف المجلس المختصة في ميدان مراقبة تسيير الأجهزة العمومية واستخدام الأموال العمومية الممنوحة للجمعيات.
وكشف التقرير، أن عملية المراقبة التي أجريت على شركة العمران "تامسنا" أبانت عن وجود عدة اختلالات، أبرزها عدم تأطير إحداث مدينة "تامسنا" الجديدة، لا سابقا ولا لاحقا، بمنظومة قانونية ملائمة، مردفا أن هذا التأطير القانوني كان، من شأنه، أن يرسم الحدود بين التجزئات العادية والتجزئات المفضية إلى إحداث مدن جديدة. وأشار إلى أن مفهوم المدينة الجديدة "لتامسنا" ظل غامضا.
ومن أبرز الملاحظات التي أخلت بإحداث مدينة "تامسنا" الجديدة النموذجية هو إسناد تدبير شؤونها لجماعة قروية لا تتوفر على القدرات اللازمة للقيام بهذه المهمة. وسجل التقرير أن هذه الجماعة لم تتسلم إلى حدود اليوم تجزئة مدينة "تامسنا"، وبالتالي فهي لا تقوم بأشغال الصيانة الخاصة بالطرق وبشبكة الانارة العمومية والتطهير. حيث تكلفت بدلها شركة العمران "تامسنا" بهذا الدور.
وتابع أن من الاختلالات التي أبانت عنها عملية التقصي والبحث هي عدم المصادقة على تصميم التهيئة الخاص بالمدينة من طرف السلطات المختصة، حيث إن التصميم الوحيد المصادق عليه من طرف جماعة "سيدي يحيى زعير يعود إلى 14 دجنبر 2005، في حين أن التصميم المعدل له قد تم اعداده سنة 2006، إلا أنه لم تتم المصادقة عليه إلى حدود اليوم".
كما سجل التقرير، عدم إعداد المخطط العام لتمويل إحداث المدينة الجديدة "تامسنا"، كما نص على ذلك المرسوم المحدث لشركة العمران "تامسنا"، إضافة إلى عدم ربط المدينة الجديدة بشبكة طرقية ملائمة، مما لا يسهل الولوج إليها عبر مختلف وسائل النقل، مشيرا إلى أن الشركاء العموميين لم يوفوا بالتزاماتهم المبرمجة، والخاصة بإنجاز المرافق العمومية الضرورية.
ويعتبر عدم تسوية وضعية الوعاء العقاري، وعدم تصفية كل العراقيل التي من شأنها أن تعطل أشغال التهيئة أو البناء، أحد الاختلالات التي تعاني منها "تامسنا"، يوضح التقرير، بالإضافة إلى عدم الالتزام ببنود الاتفاقية الإطار الموقعة بين وزارة الإسكان (العمران) وخمسة قطاعات وزارية، كما أنه إلى حدود 31 دجنبر 2014 تم إنجاز 20 مرفقا فقط من أصل 118 التي تم الاتفاق بشأنها، إذ إن الطرق الثلاثة التي تم برمجة إنجازها بين سنتي 2007 و2010 لم ينجز منها سوى طريق واحدة تربط بين "تامسنا" والطريق السيار في اتجاه "عين عتيق"، كما لم يتم إنجاز سوى مركز صحي واحد لم يتم تسليمه للأملاك المخزنية إلى غاية 6 مارس 2013.
أما فيما يتعلق بالمؤسسات التعليمية، فلم يتم تشييد سوى 7 من أصل 12، وفيما يخص المساجد، تعهدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببناء المسجد بين سنتي 2007 و2008، غير أن أشغال بناء هذا المسجد لم تنته إلى حدود اليوم، يقول التقرير.
وأشار ذات المصدر، إلى أنه رغم بلورة مخطط للإقلاع بمدينة "تامسنا" الذي وُضع سنة 2013 من أجل إعطاء دفعة جديدة لمخطط تهيئة المدينة إلا أن تنفيذ هذا المخطط لايزال محدودا.