أكد الملك محمد السادس في رسالة للدورة السابعة والعشرين للقمة العربية المنعقدة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، والتي تلاها وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، على أن قرار المملكة إرجاء عقد الدورة 27 للقمة العربية بمراكش قبل أشهر قليلة "لا يعني أبدا تخليها عن دورها الرئيسي في العمل العربي المشترك".
وأكملت الرسالة الملكية بأن قرار الرباط إرجاء تنظيم القمة العربية، قبل أن تقرر موريتانيا استضافتها، "لم يكن يعني إهدار مجهودات إنجاح الدورة السابعة والعشرين، بقدر ما هو نابع من واجب التحليل للواقع السياسي الراهن، وتقييم العمل العربي، حتى تستنهض الهمم وتسترجع سلطة القرار".
وأبرز العاهل المغربي أن "المغرب لا يعطي في هذا المقام الدروس لأي من البلدان العربية، بل المقصود من قرار الرباط هو ترسيخ الوعي الجماعي بضرورة وحتمية الاتحاد بين البلدان العربية، في سياق دولي وإقليمي يتسم بالتكتل والتوحد والتنافسية الاقتصادية".
وتساءل الملك: "متى كانت التفرقة مصدر قوة؟ ألم توقعنا الحلول الجاهزة والنظريات والنزعات الانفصالية في التشرذم، حتى أصبحت الدولة هي الحي والحارة؟"، قبل أن يتطرق في جانب آخر من الرسالة ذاتها إلى موضوع آفة الإرهاب التي غزت البلدان العربية والإسلامية.
وعاد الملك محمد السادس للتساؤل: "كيف يعقل ألا نكون كعرب سباقين لوضع الخطط والبرامج لمواجهة آفة الإرهاب ونحن المصدر والهدف؟ وهل من العدل أن تلصق بأبنائنا صورة مشوهة بين الأمم، ونحن حملة رسالة التنوير؟"، وفق تعبير الرسالة الملكية الموجهة للقمة العربية.
وفي إشارة إلى ضرورة التنسيق الأمني بين البلدان العربية المعنية بمحاربة الإرهاب، أكد الملك محمد السادس أنه "مخطئ من يظن أنه قادر لوحده أن يحارب الإرهاب دون التنسيق مع محيطه؛ بالنظر إلى أن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود"، داعيا إلى استثمار الفكر المبدع والطاقات البشرية والثروات الطبيعة للعرب في تحقيق التنمية.
وشددت الرسالة الملكية على ضرورة إنجاز مشاريع تنموية اقتصادية واجتماعية، وفق خطط مشتركة بين الدول العربية، كفيلة بخلق قصص نجاح، تنجز في إطار جامعة الدول العربية، التي وصفها العاهل المغربي بـ"المنظمة العتيدة"، بهدف "تكبيرها في عيون العرب".