عاد قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مختار بلمختار إلى الواجهة بعد أشهر من الاختفاء، وذلك عبر بيان أصدره التنظيم ، مما يؤكد بقاءه على قيد الحياة خلافا للأخبار التي تداولتها أوساط أميركية عن مقتله صيف العام الماضي.
ظهور بلمختار في هذا الظرف بالذات يعتبر تحديا للمجموعة الدولية المناهضة للإرهاب، ويطرح تساؤلات عن فشل السياسات الأمنية والعسكرية في القضاء عليه.
وجاءت عودة مختار بلمختار (المكنّى ببلعور)، في توقيت حساس ومشحون، بعد سلسلة الضربات الأمنية التي مست عددا من الدول الأوروبية، وفي ظل تركيز الاهتمامات الدولية على تقويض تمدد تنظيم داعش، لا سيما في أوروبا.
وكان قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قد أفلت من العديد من الضربات التي نفذتها قوات دولية في ليبيا وشمال مالي ومنطقة الساحل. ويشكل ظهوره مجددا في هذا الظرف بالذات تحديا للمجموعة الدولية المناهضة للإرهاب، ويطرح تساؤلات عن فشل السياسات الأمنية والعسكرية في إسقاط واحد من الرؤوس المديرة للنشاط الإرهابي في المنطقة.
واعتبر الرأس الخطير في تنظيم القاعدة، في البيان الذي حمل توقيعه، أن مقتل عدد من منتسبي التنظيم في بنغازي الليبية، هو ثمن غال لرد ما وصفها بـ”الحملة الصليبية السافرة، التي تقودها فرنسا”.
وأضاف ”إن الاستخبارات الفرنسية تتواجد في جنوب ليبيا وتتردد بشكل دائم على مقر تابع لـ “قوات الدرع الخاصة”.
وتبنى تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي في بيانه، مقتل الضبّاط الفرنسيين الثلاثة في ليبيا قبل أيام، وهي العملية التي كشفت عن تواجد عسكري فرنسي غير معلن في ليبيا، وتفتح أبواب مواجهة بين الطرفين، خاصة وأن للفرنسيين مصالح استراتيجية موزعة في دول الساحل وشمال أفريقيا، وقد تكون هدفا لضربات التنظيم مستقبلا.
وكانت واشنطن قد أعلنت في يونيو 2015، عن مقتل مختار بلمختار في غارة جوية نفذتها مقاتلات أميركية على موقع في جنوبي أجدابيا الليبية، أسفر عن مقتل سبعة أشخاص قالت إن بلمختار كان واحدا منهم.
واللافت في بيان تنظيم القاعدة، أنه لم تتم الإشارة لا من بعيد ولا من قريب، للعمليات التي نفذتها داعش، ولا إلى العلاقة بين التنظيمين، مما يعكس حربا غير معلنة على زعامة النشاط الجهادي في العالم بين الطرفين، يوحي بنوع من التنسيق أكثر منه إلى الصدفة.