بدعوة من مؤسسة " أيت الجيد بنعيسى للحياة ومناهضة العنف "، عقد مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والفاعلين في المجالات السياسية، النقابية والمدنية يوم الخميس 18 غشت 2016 اجتماعا أوليا احتضنه مقر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالرباط. خلص هذا الاجتماع إلى تأسيس: جبهة وطنية لمناهضة التطرف والإرهاب.
وقد فتح المجتمعون نقاشا مستفيضا قبل أن ينتقلوا إلى تكوين مجلس وطني انبثقت عنه سكرتارية وطنية تتكون من عدد من الأسماء الحقوقية والجمعوية، كما حددوا موعدا لاحقا لهيكلة السكرتارية وتسطير برنامج نضالي وتواصلي طويل الأمد. وأكد المشاركون في الاجتماع على تبنيهم أرضية تأسيسية تعتمد المرجعية الكونية لحقوق الإنسان.
واعتبر المشاركون في اللقاء أن هذه المبادرة جاءت كرد فعل على تنامي خطاب يحرض على التطرف والعنف والإرهاب من طرف مسؤولين في مؤسسات رسمية كبعض المجالس العلمية أو داخل أماكن ممارسة الشعائر الدينية ( مساجد، زوايا وغيرها ) أو من طرف نشطاء الإسلام السياسي المتحزبين وغيرهم، هذه الخطابات التي يغذيها وينظر إليها مسؤولو تيارات الإسلام السياسي كنوع من النضال وحرية التعبير.
وأكدوا على أن مناهضة التطرف والإرهاب لا يمكن أن تتحمل مسؤولية التصدي له جمعية أو اثنتين أو أكثر؛ بل هي مسؤولية جميع النشطاء والمناضلين الحقوقيين والحداثيين والديمقراطيين والليبراليين الذين يجب أن يتحدوا لإيقاف زحف هذا الخطر.
واعتبر المشاركون إن الأهداف التي يرمي هذا المشروع إلى تحقيقها هي العمل على الحد من مختلف دروب خطاب التطرف والإرهاب، وتربية الأجيال الناشئة والجميع على العيش المشترك في سلام، وصيانة ميثاق المواطنة، ورعاية المصلحة العامة، وتعميق أواصر مقومات التسامح على أرضية المواطنة، وتفسير الدين وفق التعاليم السمحة وعدم استعماله في الخطاب السياسي وفي كافة الشؤون والمراحل الانتخابية. و انتقد المشاركون عدم تحرك الدولة وعدم قيامها بأية خطوة لردع نمو هذا الخطاب المتطرف الداعي للإرهاب. وإن السكوت وممارسة هذا الحياد لَهو تشجيع لهؤلاء الذين يريدون بناء دولة داعشية بكل تطرفها وإرهابها بالمغرب والتي تهدف إلى القضاء على كل المكتسبات واجتثاث كل المؤسسات.
كما كلف المجتمعون سكرتارية" الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب" بالاتصال بباقي الفاعلين الذين يرغبون في الانخراط في هذه المبادرة، والدعوة للقاء آخر في غضون الأيام المقبلة للمصادقة على خطة عمل الجبهة سواء في شقها الاستعجالي أو البعيد المدى.