الدراما المغربية في رمضان: تميز الممثلين وضعف النصوص
المغاربة بحاجة الى أعمال تتحدث بلسانهم وتعالج قضاياهم وتبرز جمال مدنهم وطبيعتهم.
نزار الفراوي
كل المطلوب: عودة الدراما المغربية إلى واقعها
يتجدد الجدل بمناسبة شهر رمضان حول الإنتاج الدرامي المغربي الذي تقترحه القنوات الحكومية على المشاهدين المغاربة.
وبات سؤال الجودة والاحترافية محل نقاش محتدم على صفحات الجرائد وفي المواقع الاجتاعية وداخل الجلسات العائلية، فالجمهور يبحث عن صورة تشبهه في الشاشة التي يساهم في تمويلها٬ وتشبع نهمه لمشاهدة أعمال تتحقق فيها تلك المعادلة الناجحة بين الأثر الترفيهي والمنفعة والترقية الفنية.
ولا ينفي الفنان الكوميدي محمد الجم أن الجودة معضلة مزمنة٬ لكنه يلاحظ أن الأعمال المعروضة هذا العام حققت بعض التحسن٬ ما جعل الانتقادات أقل حدة مقارنة مع الموسم الرمضاني السابق الذي أثار استياء عاما في صفوف المشاهدين والمهتمين.
ويشدد الجم٬ الذي يطل على جمهوره مساء كل يوم بمسلسل "ما شاف ما را"٬ على أن خلل الوضع الانتاجي في المغرب يؤثر سلبا على باقي النواحي التقنية والمهنية "دليل ذلك أني ما زلت حتى الآن أواصل تصوير باقي حلقات المسلسل".
ويقر الجم بأن شريحة كبيرة من المغاربة تضبط ساعتها على مواعيد الفضائيات الأجنبية٬ لكنه يثق بأن شريحة أخرى مازالت متمسكة بالعمل المحلي٬ ومن حقها أن تطمح الى ما هو أفضل.
بالنسبة للمخرجة بشرى إيجورك٬ ليس هناك وصفة سحرية ليكون العمل الفني ناجحا. فـ"في الدول الرائدة في هذا المجال٬ حيث يحترم ذوق المشاهدين٬ يجري الاعتماد على فريق فني وإبداعي مهني ومحترف بعيدا عن الارتجال والمحسوبية والربح على حساب الجودة. سيناريو جيد وممثلون أكفاء و إخراج محكم يعطي دون شك عملا متكاملا و ناجحا".
وتضيف إيجورك "بما أن الأعمال التي تقدم على قنواتنا تنقصها غالبا ركيزة من بين هذه الركائز الأساسية فإن أعمالنا دائما يشوبها نقص٬ وفي غالب الأحيان تكون ضعيفة وليست في مستوى ذكاء وفطنة المشاهد المغربي المتمرس على مشاهدة دراما منافسة لدول جعلت من التلفزيون أداة لنشر ثقافتها ولغزو ثقافات أخرى لا تدافع عن هويتها و مقوماتها بروح وطنية".
وترى إيجورك أن المغاربة بحاجة الى أعمال تصالحهم مع مغربيتهم وقيمهم وتتحدث بلسانهم وتعالج قضاياهم وتبرز جمال مدنهم وطبيعتهم٬ "كما يجب أن يعتمد المنتجون على فنانين محترفين وأطر مؤهلة لها تخصص ودراية بكل المهن المرتبطة بالعمل الفني حتى لا نستمر في العمل بارتجال و نفتح الباب أمام طفيليين لا علاقة لهم بالفن من بعيد ولا من قريب".
ويرى الناقد أحمد السجلماسي أن نقطة قوة الموسم الفني الرمضاني تكمن في "الحضور المتميز" للممثلين المغاربة نساء ورجال. و"هذا يعني أنه في المغرب لم يعد هناك مشكلة اسمها الممثل٬ فتراكم الانتاجات في السنوات الأخيرة صقل مواهب العديد من الممثلين المحترفين وأفرز وجوها شابة جديدة أغنت الساحة الفنية الوطنية بتشخيصها التلقائي المقنع".
ويستدرك "في المقابل٬ المشكل الذي لا زال يعوق تقدم الدراما المغربية هو ضعف المضامين والنصوص والحوارات وأساليب الاخراج٬ ففي غياب مضامين قوية وعميقة ونصوص متماسكة وتصورات اخراجية مبدعة وغيرها من الجوانب الفنية لا يظهر عطاء الممثل/الممثلة بشكل قوي".
ويرى الناقد الفني أن جل البرامج والأعمال الدرامية لم تحمل جديدا مقارنة مع السنوات الماضية باستثناء الانفتاح على ممثلين مصريين وجزائريين وتونسيين في سيتكوم "ديما جيران " من اخراج هشام العسري ومسلسل "الحياني" من اخراج كمال كمال ومسلسل "الديوانة" من بطولة حسن الفذ وعبد القادر السيكتور.
يخلص السجلماسي الى أن أن برمجة رمضان لهذه السنة تتراوح بين الغث والسمين٬ معترفا بأن هناك مجهودا مبذولا في القناتين لا يمكن انكاره على مستويات الانتاج والابداع وتنويع المواد ٬ لكن "من الضروري اعادة النظر في سياسة التلفزيون الانتاجية".