النهج والإفلاس السياسي
سؤال واحد وبسيط لزمني وأنا أتابع ردود فعل النهج الديمقراطي علی توشيح الرفيق محمد بنسعيد.
هو:ماهي مشكلتهم قيادة وقاعدة مع بنسعيد والحزب الإشتراكي الموحد ????
حاولت الإجتهاد لإيجاد مبرر واقعي لهذا الهجوم , فلم أجد غير ارتباك نظري وإفلاس سياسي يتخبط فيه النهج الديموقراطي.
أقول رإسا أنه من حق الجميع , وبدون قيد ولا شرط, إبداء الرأي والموقف حتی... من توشيح بنسعيد,فهذا أمر غير قابل للمناقشة والمجادلة مني أو غيري., فهناك مناضلات ومناضلون بادروا الی إبداء الرأي. فأين المشكل أن قيادة النهج ومغرريها لم يقفوا عند حدود إبداء الرأي , بل, خرجوا من مناط السياسة إلی ما يدخل في نطاق الشتم والسب والتخوين حتی... بدون مراعاة أي اعتبار., وهذا مثار الإشكال الحقيقي. فعندما تغيب المضامين الخلافية تحضر الشعارات الطنانة والكلام الساقط, وهذا ما حدث تحديدا من طرف النهجويين. كيف ذلك ???
مصطلح الإحتواء
مرة أخری, يستعمل السي براهمة هذه الكلمة بشحنة سياسية زائدة, وكأنه يأتي بجديد, ولأن مجموعة من المناضلين لا يحملون رؤوسا يفكرون بها, بل رؤوسا تثقل فقط علی أكتافهم, وجدوا في الكلمة مفتاح الشتم والسب, للمجاهد بنسعيد ومن خلاله حزبه. وأسأل هنا السي براهمة, هل وجد في التاريخ وإلی اليوم نظام يتحرك بدون هدف إحتوائي لخصومه السياسيين ؟
إن الجواب القطعي هو بالتأكيد,""لا"" أذن القضية برمتها في طبيعة الموقف المعارض, والنموذج الآني الحزب الإشتراكي الموحد ممثلا في بنسعيد.
شئ من التاريخ
شئ من التريخ اسي براهمة, نيلسون مانديلا, والذي أظنك معجب بتجربته, قضی قرابة جبل من الزمن في سجون الأبارتيد, حاور وراسل وطالب, وأخيرا حاور وفاوض سجانيه, وقاسمهم السلطة,ولم يقل احد أنه تم إحتواؤه. الراحل ياسر عرفات, قاوم الكيان الصهيوني وفاوضه بأسلوب ودخل إلی الضفة, ولم يخونه أحد.
بنسعيد قاوم الإستعمار, وتعرف موقفه من حل جيش التحرير, وتعرف جيدا موقفه من مفهوم الرعايا, كما تعرف موقفه من مختلف الدساتير,وتعرف....وتعرف.... ربما تحاملك عليه يعود ألی دوره الحاسم في تبني منظمة 23 مارس موقف مغربية الصحراء, فهل يا تری وبعد هذا العمر النضالي المديد,يأتي ويحتوی بهذه البساطة. ???!!!!
فكما للنظام منطقه فلر جل منطقه وموقفه, وقد مارسه بوضوح,ولعلك لاحظت ذلك.
ولكن أتركني أقول لك شيئا,هل النهج يقاطع مؤسسات الدولة المغربية??? مادام هناك الإحتواء????
انهي هذه النقطة با لقول هناك كتاب معروف للكواكبي, عنوانه "طبائع الإستبداد". مفيد مراجعته,و سلوك النهج في كل ماهو نقابي حقوقي مدني.
يسراوية النهج
في الحلقة السابقة من موضوع النهج والإفلاس السياسي,تم التوقف عند منطق الإحتواء,والذي خلاصته أن أي تحرك/سلوك/إجراء يجمع الأطراف المتصارعة ,إلا ويكون هدفه الأساسي دفع المخالف/النقيض/الخصم إلی وضعية اللا مبادرة والإنكفاء والتراجع حتی, أو, وهذا مقابل منطق الإحتواء,الضغط علی الطرف الدولتي لتبني/قبول//التقدم نحو التقدم وإحداث التغيير. وهذا تحديدا ما تعكسه الصورة التلفزيونية تابعها المغاربة, للملك وبنسعيد.
إن الوعي اليسراوي لا يری الأمور في جدليتها, بل يراها حلقات متباعدة مفككة,
وبالتالي يقفز من الواحدة الی الأخری بدون رابط, والمثال الآني البسيط هنا هو: "لو أقترح علي, لرفضت" والواقع أن الحالة مختلفة تماما, فبنسعيد ذاكرة وطنية, من قادة المقاومة,من قادة التأسيس السياسي المشروع اليموقراطي, مؤسس لمركز الدراسات لإعادة كتابة التاريخ. وهذا لايعني التنقيص أو الحط من شخص المناضل البراهمة, فقد بنار القمع, وأدی ضريبة قناعاته, فالمسألة ليست هنا, بل, في غياب التعامل الجدلي الواقعي للأمور, لاحظوا هذه الجملة لبنسعيد" الوسام يؤكد عدم تنكر الدولة لأبنائها" ومكونات الدولة معروفة: الأرض-الشعب-النضام.
إن الوعي اليسراوي لا يفهم هذه العناصر في جدليتها,بل, يفهمها جزرا مستقلة بعضها عن بعض, فالوعي اليسراوي النهجوي يقرأ توحيد الأرض بمعزل عن البعدين الآخرين ويعارض الوحدة الترابية بالنتيجة. ويقرأ مقولة الشعب بعزلها, ولا يراها إلا عبارة عن جماهير, ولا يری هذه الجماهير إلا وهي معلبة في قالبة الأيديولوجي,وعندما لا يجد امتدادا لمنطقه, يخون ويخرب,كما جرت الأمور في حركة 20فبراير. ونفس الأمر لمقولة النظام, يراه معزولا عن تحالف طبقي سائد, فاليسراوية لا تعترف بالأعتراف المتبادل للطبقات الإجتماعية خلال مرحلة النضال الديموقراطي, وأن الصراع الا ضمن وحدة المتناقضات, وأن النظام ممثل لمصالح طبقية.
هذا هو المضمون الذي يعكسه الوسام.
إن يسراويونا يقرأون بمنطق حرفياتي وتحريفي,لأنهم لا يومنون بالسياقات الجدلية, فالجزء الأساسي من مجهود لينين) ما داموا يتشدقون بالماركسية اللينينية) كان موجها انقد المرض الطفولي اليساري,,لأنه يعتبره خطرا علی الثورة, فكتابه الدولة والثورة يناقش موقع جهاز الدولة في علاقته مع المجتمع وطبقاته,وكتاب خطوة إلی الوراء من أجل خطوتين
إلی الأمام يتناول التاكتيك السياسي الذي يجب أن تتشبث به القوی الثورية,إن كل النقاشات الی كانت بين لينين وكاوتسكي وروزا يعكس هذا النقد الاذع لليسراوية,.
يسراويونا يفكرون خارج الزمن الديموقراطي ,طبعا كمشروع, لهذا أنصح بعض المغرر بهم ايديولوجيا بالعودة إلی لينين,مع أخذ مسافة الزمن والتجربة التی إستنفذت إمكانياتها التاريخية.
والهدف البيداغوجي هنا أن يأخذ شباب اليسراوية مسافة معرفية عن تحليلات تحض فيها الذاتية وتغيب الحقائق.
فجذرية النهج جذرية لفظية بعيدة عن الصراع الواقعي.
-في مواجهة العدمية النضالية-
في الحلقة السابقة, تعاملت مع يسراوية النهج, ولابد من التأكيد آنيا علی المسائل التالية:
1-ستنتفخ أوداج بعض المغرر بهم ايديولوجيا, واتهامي بالمزايدة علی نضاليتهم, والقول الفصل هنا أن المشكل يكمن في الخط السياسي المفلس للنهج.
2-أن النهج حركة مناضلة من حيث القواعد, ويسراوية من حيث الوعاء الإديولوجي ومن حيث الخط السياسي.
وأطرح السؤال التالي:
ماذا سيحدث إذا راجع النهج موقفه العدمي من قضيتين:
1-الصحراء.
2-الملكية
إذا أقدم علی ذلك, فمعناه الوصول إلی نفس الخلاصة التي وصل إليها الراحل إبراهام السرفاتي,حين أقدم أوائل الثمانينيات علی حل منظمة ألی الأمام. أي حل النهج والتوحد مع القوی اليسارية الأخری. يرفضون هذه النتيجة الحتمية ,راهنا لوجود /إنتشار ثقافة المزايدة وما تعطية من الريع اليسراوي.
لنطرح الأمور بوضوح:
1-بالنسبة للصحراء المغربية, يزايد النهجويون بالقول أنهم مع الشرعية الدولية, فيقعون في الدفاع عن المشاريع الإمريالية, في سعيها لتفتيت الشعوب,بشعار تقرير المصير الرجعي كموقف من القضية الوطنية, فحركة البوليزاريو حركة رجععية, وما يشهده الشرق الأوسط اقوی مثال.
2-بخصوص الملكية, يصر المناضل عبد الله الحريف علی تزييف الحقائق بالقول ان شعار الملكية البرلمانية لم يكن شعارا لحركة 20 فبراير. ويضيف أنه شعار فضفاض ملتبس, وبديله دستور ديموقراطي. هكذا تقلب الأمور عند النهجويين رأس علی, ليتحول الممكن التحقق,والمترجم لموازين قوی, والمخرج الواقعي لتعايش الملكية مع الديموقراطية, يتحول الملموس السياسي إلی غموض عندهم, ويتحول شعار فارغ من أي محتوی إلي واقع. هذه هي اليسراوية, التي تلتقي مع شعار آخر أكثر فراغا كما يقول عبد الفتاح مورو أحد مؤسسي النهضة التونسي ,إذ اعتبر شعار "الإسلام هو الحل شعار فارغ"
وبهذا نفهم تحالف النهج والعدل والإحسان, التحالف الي خرب 20 فبراير.
لنتقدم لنعرف السبب الحقيقي وراء الهجوم علی الحزب الإشتراكي الموحد.
النهج حزب قانوني وشرعي,فلماذا لا يطرح موقفه من الصحراء ويقول للشعب رأيه القائل بعدم مغربية الصحراء,وأيضا ما الذي يمنعه من التصريح برأيه من الملكية..
لماذا يتستر وراء السجال دون الوضوح.
الرفضوية والتخبط النضالي
هناك من واخذنا علی توقيت ما أسموه بالهجوم علی النهج,ورأوا في ذلك رسالة إلی جهة ما.
أولا لا أهاجم النهج, بل أفكك خطابه السياسي.
ثانيا : لسنا الذين بدأوا,ب بل هم الذين بدأوا بسب وشتم الحزب الإشتراكي الموحد والمناضل محمد بنسعيد, وكان في مقدمتهم كاتبهم الوطني. وإن البادئ أظلم. ثالثا: أليست هذه هي طبيعة الرفضوية, تخبط خبطة عشواء ثم تلقي بالائمة في فشل عشوائيتها علیالآخرين. ضربني وبكی ,سبقني وشكا.
كان ذلك جوهر سلوك الرفضوية, والذي من تجلياته الأخری:
1- أليس النهج من عتاة رفض الإسلام السياسي, فمن يا تری المتحالف معهم في حركة 20فبراير لمواجهة الإشتراكي الموحد, أليسوا هم مع العدل والإحسان. يبيتون علی ملة ويصبحون علی أخری.
2-يتشدقون صباح مساء بالديموقراطية ويذبحونها في أول محطة, حال الجمعية المغربية نموذج صارخ. يطبقون عاشت الديكتاتورية باسم الديموراطية.
3- يرفعون شعار وحدة الطبقة العاملة,ويشتتونها في أي مناسبة سانحة. صدقناهم ببرصوية umt وعوض أن يكون الخيار cdt رأيناهم يؤسسون نقابة جديدة, مستغلين كم الحاجات المشروعة للشغيلة,والركوب علی حالة النقابات. .
3- النهج من عتاة مقاومة الإمبريالية والرجعية, اما اليورو فمقبول باسم الشراكات,وأقشهم هنا بمنطقهم, وليس بشئ آخر,. يأكلون الغلة ويسبون الملة.
4- الم يدافع أصحابنا وبشكل ملتبس داخ الجمعية عن المثليين, فلم نشهر بهم, بل أبدينا الرأي داخل الإطارات, وهم يمارسون الفوضوية التنضيمية الخلاقة بلغة بوش.
5- يعارضون المخزن يتحالفون مع النقابت المتمخزنة في الجان الثنائية, حلال لي وحرام علی غيري.
6-حزب النهج قانوني, وفرضوا ذلك بتضحياتهم , لكن أليست الشرعية إحتواء, وهذا بمنطقهم.
لن أسترسل في هذا فالغرض تأكيد تخبط الفوضوية, وتقديم التخبط للمناضلين أنه السلوك الجذري, والآخون أصلاحيون.
الإصلاحية والجذرية-
ينشر النهج تصنيفا جاهلا مجهلا, يعتبر فيه تنظيمه جذريا, والقوی الأخری إصلاحية.
فهل الأمر كذلك????
اولا: ليس هناك جذري مقابل الإصلاجي, هناك الثوري مقابل الإصلاحي. فاماذا التجهيل???
2-الثورية تعني التغيير الجذري الشامل, أدارة واختيارات ومؤسسات.
3-الإصلاحية إصلاح الأوضاع بالإحتفاظ بالهياكل الإدارية القائمة,
4--الحذرية تكون في الرؤيتين,الإصلاحية والثورية, وذلك تبعا لطبيعة التشخيص الذي يتبناه التنظيم المناضل.
هل النهج يمثل قوة حزبية ثورية من حيث الخط السياسي الذي يتبناه راهنا????
إن كل التحليل السابق يؤكد أن النهج منخرط في الوضع الراهن برؤية إصلاحية, وبيسراوية لفظية,بدليل عجزه عن طرح أي تصور خارج الوضع القائم.
هنا أتحداهم ان يكون لديهم شعار ثوري واحد, ماشي جوج. ولأنهم يعرفون حقيقة أمرهم يلجأون إلی التغليط, وأكتفي بمثال حركة 20 فبراير, هل هي ثورية أم إصلاحية???
إنها بالتأكيد حركة إصلاحية ديموقراطية. فلماذا أصروا علی وضعها في وضعية, لم يستطيعوا تبنيها حزبيا, التستر ورائها.
كنت أظن اننا أنهينا وانتهينا من نقاش إصلاح أم ثورة,. لكن يبدو أنهم لم يقوموا بالتشخيص العلمي لتحولات الوضع المغربي. وهذا مايمكن طرحه أن دعت الضرورة/..
محمد صلحيوي
ناشط سياسي من اليسار