قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي أمس بلشبونة عقب المحادثات الثنائية التي أجراها مع المبحوث الشخصي للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء هورس كولهر،إن "مسلسل حل الملف يجب أن ينجح، وذلك من خلال انخراط الأطراف الحقيقية لهذا النزاع فيه، وعلى أن يكون انخراطها يتناسب مع مسؤوليتها في خلق هذا النزاع أو في استمراره"، في إشارة واضحة للجارة الجزائر.
وأشار رئيس الوفد المغربي، الذي ضم بالإضافة إلى ناصر بوريطة كل من السفير عمر هلال، ورئيسي جهة العيون الساقية الحمراء، وجهة الداخلة واد الذهب، إلى أن "هذا المسلسل هو أممي فقط ولا دخل فيه لأي منظمة إقليمية أو دولية أخرى، وأن النقاشات التي تمت مع كوهلر كانت مناسبة للتذكير بخلفيات هذا النزاع الإقليمي بجذوره التاريخية وبإطاره القانوني ومحدداته السياسية".
وأضاف بوريطة، أن الوفد المغربي اشتغل خلال اللقاء الثنائي على أسس الموقف الوطني كما تم التأكيد عليها في الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للأمة بمناسبة الذكرى الـ 42 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2017.
وتعتبر مسؤولية الجزائر في خلق هذا النزاع الإقليمي والعمل على استمراره ثابتة، فلأكثر من 40 سنة والجزائر تحتضن هذا الكيان الوهمي على أراضيها وتقدم له الدعم بجميع أصنافه، وتحشد الدعم الدولي له وتسخر دبلوماسيته الهشة لصالح الترويج لأطروحة الانفصاليين.
لكن الجزائر لا تقدم نفسها أمام المنتظم الدولي كونها طرف في النزاع، وتحاول تغطية "الشمس بالغربال"، وتدعي أنها مراقبة فقط للملف، والحقيقة أنها تنفق مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الجزائريين لتمويل جماعة انفصالية لها صلات أكيدة مع الإرهاب الدولي والإقليمي، وترفض الكشف عن الميزانية التي تخصصها سنويا للمرتزقة في مخيمات تندوف، التي ترفض الجزائر إحصاء ساكنتها رغم مطالبة المنظمات الدولية والأمم المتحدة بذلك منذ سنوات.