عبد السلام ياسين مسار جماعة
كان عبد السلام ياسين صوفيا في بداية حياته لكن المنعرج الكبير حصل له في السبعينات حين أرسل رسالته الشهيرة "الاسلام أو الطوفان" و بعد خروجه من السجن فكر في خلق جبهة إسلامية عريضة لكن كل من التقى معهم من الاسلاميين رفضوا الفكرة، فكان تأسيس "أسرة الجماعة" سنة 1981، مع الاستمرار في تفعيل واجهة الإعلام التي انطلقت منذ إصدار مجلة "الجماعة" ثم صحيفتي "الصبح" و"الخطاب" وقد لقيت كلها المنع والمصادرة لكنها كانت توزع سرا على الاتباع. و كان دخول ياسين السجن مرة أخرى (سنتين) بسبب مقال "قول وفعل" الذي انتقد فيه الملك الحسن الثاني حول ادعاء دعم ومساندة الدعوة والدعاة. لكن مع خروجه من السجن في دجنبر 1985 منع من اعتلاء المنابر للخطابة و عاش إقامة إجبارية في بيته بسلا مند 30 دجنبر 1989.
استمرت مدة الإقامة الإجبارية أزيد من عشر سنوات، لم تكن خالية من متابعة التأليف والتواصل والدعوة بالسبل المتاحة. ولعل أبرز حدث في هذه المرحلة تمثل في توجيه المرشد في 28 يناير 2000 رسالة مفتوحة إلى الملك الجديد محمد السادس عنوانها "مذكرة إلى من يهمه الأمر".
رفعت الإقامة الإجبارية عن ياسين أواسط شهر ماي 2000، وكان أول خروج من بيته يوم 19 ماي 2000 حيث توجه لأداء صلاة الجمعة. ثم عقد في اليوم الموالي ندوة صحافية بحضور وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
و استمر الشيخ ياسين و الجماعة في علاقتهما بالدولة في حالة شد و جدب من خلال التصعيد و التصعيد المضاد و المحاكمات . و كان جليا مند شهور أن وفاة المرشد قد يخلق أزمة تنظيمية بالجماعة و هو ما سيتقل كاهل مجلس الإرشاد في الأيام القليلية القادمة. كما ان جنازة المرشد ستكون مناسبة للجماعة لإظهار تماسكها و قوتها العددية.