أدانت حركة مجتمع السلم، في بيان وقعه عبد الرزاق مقري رئيس الحركة، محاولات جر الحراك الشعبي إلى دائرة العنف وإخراجه عن مساره السلمي.
وخلص اجتماع المكتب التنفيذي الوطني للحركة، بعد مسيرات أمس الجمعة 12 أبريل، إلى تثمين "الرفض الشعبي الشامل للإجراءات الفوقية وفرض الباءات الثلاثة على الجزائريين، وتجاوز المادتين السابعة والثامنة من الدستور من خلال المسيرات الأضخم".
كما أدانت الحركة "التعامل الاستفزازي ضد المتظاهرين الذي لوحظ في عدد من المسيرات خلال الأسبوع وفي هذه الجمعة في العاصمة، ومحاولة جر الحراك إلى دائرة العنف وإخراجه عن طابعه السلمي الذي تميز به في كل أنحاء الوطن منذ 22 فبراير".
كما دعت الحركة المواطنين لحماية حراكهم من أي جهة تعمل على اختراقه وإخراجه عن أهدافه أو احتوائه سياسيا أو أيديولوجيا أو لصالح أي جهة مشبوهة.
كما وجهت دعوة إلى أصحاب القرار الفعليين إلى الشروع العاجل في حوار وطني جاد ومسؤول وصادق يفضي إلى الحلول التي تضمن الانتقال السياسي الآمن وتجسيد الإرادة الشعبية.
منعطف خطير
وتعرض الجزائريون امس الجمعة، لقمع وحشي بساحة البريد وسط العاصمة، وذلك بعد التدخل الهمجي في حقهم من طرف القوات العمومية التي تلقت اوامر من الجيش لقمع المسيرات ووضع حد للحراك الشعبي الذي بدأت تصل نيرانه إلى قايد صالح وزمرته.
وما وقع أمس الجمعة 12 أبريل، في الجزائر العاصمة، يؤكد المخاوف التي صاحبت أحداث الأسبوع الماضي، حيث أظهرت السلطة علامات تدعو للقلق منذ يوم الثلاثاء، عند قمعها لالوقفة الطلبة، وهو توجه ليس بغريب عن نظام العسكر الذي يحكم الجزائر منذ استقلال البلاد سنة 1962.
ورغم خروج ملايين الجزائريين الى الشوارع في ثمان جمعة على التوالي، لتأكيد مطابهم، تستمر السلطة في تنفيذ مخططها دون ردود فعل ملموسة اتجاه الحراك، وبعد أن لجأت لتجريب كل المناورات والتلاعبات، اختارت هذه المرة طريق القوة عن طريق القمع.
وقد بدأت الشرطة في تنفذ خطة قايد صالح الجديدة، في مواجهة المتظاهرين، يوم الثلاثاء، من خلال قمع الطلبة الذين حاولوا تنظيم مسيرة للتنديد بالانقلاب، وهو إختيار تم تأكيده في اليوم الموالي عن طريق منع تجمع النقابيين في نفس المكان، ثم يوم الخميس حيث قامت قوات الدرك الوطني بوضع حواجز على كل مداخل الجزائر العاصمة بشكل ممنهج.
وبينما كانت المسيرات تتم بشكل سلمي كالمعتاد، أمس الجمعة، أطلقت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، رغم تواجد أطفال ونساء وكبار السن من بين المتظاهرين.