لا حديث لساكنة مدينة خريبكة، إلا عن واقعة توقيف أربعة أشخاص من بينهم فتاتين منتصف ليلة يوم الأحد 25 غشت الجاري، من داخل المستشفى الحسن الثاني الإقليمي بخريبكة، ووضعهم تحت الحراسة النظرية في انتظار تقديمهم أمام السيد الوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بخريبكة يوم الثلاثاء.
ووقعت هذه النازلة، يومين فقط بعد الزيارة التي قام بها أنس الدكالي وزير الصحة لجهة بني ملال خنيفرة، من أجل تعزيز عرض العلاجات وتأهيل البنية التحتية الاستشفائية بهدف تحسين الخدمات الصحية.
وتعود تفاصيل النازلة، التي اهتز لها الرأي العام المحلي بالعاصمة الفوسفاطية، حيث تم ضبط المسماة (ي. ش) متدربة ومسؤولة في ذات الوقت عن مصلحة الطب العام، من طرف رجال الأمن الخاص وشرطي المداومة، حوالي الساعة (23H10) بإحدى القاعات التابعة للطب العام بمعية صديقتها وشخصين أخرين غرباء عن المستشفى، وهم في حالة غير عادية، إذ استعملوا هذه القاعة لتفريغ نزواتهم الشخصية، الشيء الذي دفع بالشرطي المداوم ابلاغ عناصر الديمومة بأمن مفوضية خريبكة بتفاصيل الواقعة، وفور علمهم بخبر الواقعة حلوا إلى عين المكان، بحيث تم اعتقال ثلاثة أشخاص الغرباء داخل المستشفى، في حين التجأت الممرضة المتدربة إلى في غفلة من الجميع برش مبيد الحشرات قصد التخلص من الرائحة التي كانت منتشرة في القاعة التي كانوا يتواجدون بداخلها، وكادت رائحة مبيد الحشرات أن تتسبب في أزمة اختناق لدى المرضى الراقدين بالمستشفى بمصلحة الطب العام، مما جعلهم يغادرون أماكنهم في منتصف الليل بسبب الفوضى التي أحدثت في هذا الشأن ورائحة المبيد، مما جعلهم يتوجهون للمستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية.
وفي غضون ذلك، تم سحب المفاتيح من المعنية بالأمر وتعويضها بممرضة متدربة أخرى لاستكمال الحراسة في ذات الليلة.
وبعد مرور أزيد من نصف ساعة سلمت المتدربة نفسها لرجال الشرطة الذين وضعوها تحت تدابير الحراسة النظرية بمعية الأشخاص الثلاثة الأخرون.
ومن المنتظر، أن يتم إحالة الأشخاص الأربعة رهن الاعتقال على أنظار السيد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بخريبكة، بعد تحرير لهم محاضر قانونية في هذه النازلة.
الغريب في الأمر هو أن المتدربة تدرس بإحدى المدارس الخاصة الغير معتمدة، شعبة المساعدة في التمريض، هي من تأمن المداومة بمصلحة الطب العام بالمستشفى، ما يطرح أكثر من تساؤل حول وضعها القانوني وكذا حدود مسؤوليتها على مجموعة من المرضى الذين يرقدون بالمستشفى على اختلاف حالاتهم واختلاف أمراضهم.
ويبقى السؤال المحرق، حول تعيين مثل هذه المتدربات وتحميلهم مسؤولية تدبير مصالح يوجد بها مرضى ينبغي العناية والاهتمام بهم، بدل العبث بصحتهم والتشويش عليهم بمثل هذه السلوكات الطائشة، فضلا عن كيفية اختيار هذه المتدربات من طرف جهات بمستشفى خريبكة دون مراعاة الكفاءة والمسؤولية، وتبقى خلاصة القول هي فوضى يعيشها المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخرييكة، ولهذا وجب الضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه التقصير من مهامه لاسيما داخل القطاع الصحي، الذي يعد من القطاعات الحساسة.