بعد ترشح كل من عبد اللطيف وهبي والشيخ بيد الله، والمكي زيزي، لرئاسة الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، تقدم عبد السلام بوطيب عضو المجلس الوطني للحزب بترشيحه عبر رسالة مطولة.
وذكر بوطيب في “رسالة الترشح”، أن حزبه “استثنائي، وفريد، في المنشأ، والصيرورة والمنتهى. حزب ولد في ظروف استثنائية، من أجل مهام استثنائية لكنها مستديمة في الزمن”. مشيرا “إلى أن بعض قادة (البام) يكيلون له تهما مرتبطة بطبيعة ميلاده أو ما أسموه خطيئة الميلاد، تلك العبارة المسمومة التي يحلو لبعض الشعبويين من خارج الحزب استعمالها”، في إشارة إلى تصريحات منافسه وهبي.
وتابع قائلا: “لكن المؤسف، حقيقة، هي أن يتبنى بعض المنتمين لهذا الحزب الخطاب نفسه والأحكام نفسها فيتماهون مع خصومنا السياسيين، لتكون استراتيجيتهم مبنية على هدم الحزب وادعاء إنعاشه، بل إنهم زادوا في العلم درجة فأصبحوا يتحدثون عن علاقة الحزب بالدولة”، وفق تعبير الرسالة.
وهاجم بوطيب ما وصفه بـ”الإسلام السياسي”، مستبعدا التحالف مع الأحزاب التي تنتمي إلى هذا التيار، في إشارة واضحة لحزب العدالة والتنمية، قائلا إن “الدين لله والسياسة لعباده الصالحين، وإن حزبنا يجب أن يدعو إلى الفصل بين الشؤون الدينية والشؤون الدنيوية احتراما للدين نفسه وللفعل السياسي”.
وفي ذات السياق، دعا بوطيب إلى تصحيح مسار الحزب قائلا “لا نجد حرجا في التذكير بأن رفوف المكتب المركزي لحزبنا بها اجتهادات مهمة جدا لتصحيح مسار حزبنا، وهي اجتهادات تم نسيانها عمدا، ونعتقد أن إعادة تحيين جزء منها… مدخل من بين عدة مداخل ذات الفوائد المتعددة؛ لأنها ستسمح بعدم القطيعة المطلقة مع ما أنجزناه خلال السنوات السابقة”.
ويعقد حزب الأصالة والمعاصرة مؤتمره الرابع في السابع والثامن والتاسع من فبراير القادم، في ظل أزمة تنظيمية، بدأت بوادرها الأولى مع فشل الحزب بقيادة إلياس العماري في الفوز بالانتخابات التشريعية لـ2016، لتتفاقم مع اقتراب المؤتمر، ما أفرز تيارين داخل الحزب ولجنتين تحضيريتين، قبل أن يبت القضاء في اختيار اللجنة التي ستحضر للمؤتمر.