بنى موقع "ألف بوست" فرضيات واهية حول بيان 13" يناير" المجهول المصدر و الذي تنصلت منه جل التنظيمات السياسية و النقابية بكل تلاوينها. و قد حاول المقال خلق نوع من البلبلة و خلط الأوراق بين مطالب حركة 20 فبراير المحتضرة و توجهات ما سمي بالربيع العربي التي أطاحت بالأنظمة الكليانية العربية على شاكلة القافي و من يسير على نهجه.
و اعتبر المقال أن الجديد في الأمر هو توجيه سهام النقد للمؤسسة الملكية و هو ما يعتبر استنتاجا خطيرا و تحميلا للكلام أكثر من دلالته. و استدل المقال على تنامي نقد المؤسسة الملكية انطلاقا من صدور كتاب إريك روران و كاترين غراسييه الذي لم يقرأه أحد و تحول لمجرد قمامة تتلقفها المواقع الالكترونية و لم يبع الكتاب سوى نسخ معدودة اشترتها بعض الأوساط المعادية للمغرب.
و إذا كان المقال المذكور يصطاد في الماء العكر بتوجيه النقاش نحو موضوع لم يثر من قبل أصلا، فالحقيقة الواضحة أن بعض الأوساط ينتابها الهذيان كلما ظهر المغرب واحة للاستقرار في محيط متقلب. و عوض السير على منحى العقل و المنطق بكون المؤسسة الملكية هي الضامن للاستقرار و للوحدة الترابية في المغرب، نرى النهج المحرض واضحا في ثنايا الكلام، و هذا ما يدعونا لطرح السؤال عن الجهة التي يهمها ترويج هذا الكلام في هذه اللحظة بالضبط ، حيث تهاوت شعبية حركة 20 فبراير إلى الحضيض. و عوض أن تدفع الحركة للواجهة بالمناضلين و المثقفين، نراها تدفع بأشخاص نكرة و من شريحة من لا هدف لهم في الحياة سوى العبث لتجعل منهم مناضلين أشاوس، فرحم الله إدريس بنزكري و عبد الرحيم بوعبيد.