عاد شيوخ ما يسمى بالسلفية الجهادية بالمغرب إلى خطابات التطرف و الغلو، بعدما نددوا الأربعاء بشدة بالتدخل الفرنسي في مالي واعتبروه بمثابة حرب "صليبية"، وكفروا المتعاونين مع باريس من القادة المسلمين ب"اعتبارهم حكاما خونة وجب خلعهم شرعا"، وذلك على صفحاتهم الرسمية في الشبكات الاجتماعية.
وكان أغلب هؤلاء الشيوخ كالحدوشي و الكتاني و أبو حفص قابعين في السجون عقب التفجيرات الارهابية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء في 16 مايو 2003، واطلق سراحهم بعفو ملكي بعد حراك الشارع المغربي بداية 2011. كما أن أطرافا من حزب العدالة و التنمية كانت تطالب بإطلاق سراحهم مقابل ضمانات تليين مواقفهم عبر نوع من المراجعة و منهم وزير العدل الحالي مصطفى الرميد.
و خلفت تصريحات شيوخ السلفية توجسا لدى العديد من المراقبين بإعتبار أن اعتبار الحملة على الجماعات الإرهابية بمالي "حربا صليبية"، و هو ما يمكن أن يعطي الحجة لتضليل عدد من الشباب المتدينين قصد الانخراط في الجماعات الجهادية التي ترحل المقاتلين لمالي. و قد تم رصد و توقيف العديد منهم مؤخرا من قبل المصالح الأمنية المغربية.
وكفر عمر الحدوشي، أحد رموز السلفية المعروفين، على صفحته في الفايسبوك كل متعاون مع الفرنسيين في حربهم على مالي معتمدا على فتوى لعبد العزيز بن باز أحد كبار رموز الوهابية، ومفتي السعودية سابقا الذي يقول "اجمع علماء الاسلام على ان من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم باي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم".
من جانبه اعتبر محمد رفيقي الملقب ب"أبو حفص" التعاون مع "هؤلاء المحتلين اثما لا يقل عن اثم الفرنسيين، فلا يجوز باي حال من الاحوال مظاهرة ومناصرة هذه القوى الاستعمارية في اعتدائها على بلاد المسلمين".
من جهته قال حسن الكتاني، أحد رموز هذا التيار في المغرب، على صفحته على الفايسبوك إن التدخل الفرنسي "في الشؤون الداخلية للمسلمين في بلاد مالي أمر لا يمكن لأي مسلم الا أن يستنكره".
وأكد أنه "ليس من حق أي أجنبي أن يتدخل في شؤون المسلمين فضلا عن ان يبعث جيوشه ليقتلهم ويحتل بلادهم تحت اي ذريعة، هذا ديننا وهو اجماع جميع المسلمين من جميع المذاهب".
و يبدو من خلال مواقف شيوخ التيار السلفي أن خطاب التشدد و معاداة الغرب و نعته بالصليبي لتأجيج عواطف الشباب المتدين ما زال قائما، و هو ما يحملهم المسؤولية المعنوية في تنامي الفكر الجهادي.