خرج الحزب الشيوعي الفرنسي من سبات عميق ليندد بما سماه "المحاكمة المخزية " للمتابعين في أحداث تفكيك مخيم "إكديم إزيك".
فإذا كان الشيوعيون الفرنسيون قد ألفوا العيش على الشعارات الرنانة و الحل و الترحال بين بلاطوهات القنوات التلفزية الفرنسية لانتقاد الرأسمالية ، فموقفهم من المحاكمة هو المخزي بالفعل.
فالموقف المعبر عنه من قبل الحزب الأحمر لا يرقي لموقف حزب يحترم نفسه في دولة كفرنسا, فالشيوعيون لم يكلفوا نفسهم عناء الحضور للرباط و تتبع أطوار المحاكمة التي كانت عادلة بكل المقاييس. بل اكتفوا بما جادت به عليهم السيدة الموقرة "كلود مارغريت مونجان أصفاري" زوجة النعمة أصفاري، و التي غابت بدورها خلال الأسبوع الثاني من المحاكمة.
كما أن الرفاق وضعوا ثقتهم العمياء في عهدة المحامية الفرنسية "فرانس فيل" الملاحظة المتحيزة و الآتية للمغرب بخلفية حبلى بالأفكار المسبقة و بذكريات أبرهام السرفاتي في القرن الماضي.
و إذا كانت الثورة الحمراء ليست في أفق الغد القريب لا في فرنسا و لا في أي بلد في العالم لاندحار الشيوعية إلى الأبد، فعقلية الحزب الشيوعي الفرنسي لم تتغير عن خط المركزية الأوروبية و عن الفكر الكولونيالي المبني على منهجية إعطاء الدروس للآخرين ، خصوصا إذا كانوا في الضفة الجنوبية للمتوسط.
و إذا كان زمن تلقين الدروس في حقوق الإنسان قد ولى مند زمن بعيد، فعلى الحزب الأحمر أن يأتي أولا للمغرب لكي يرى بأم عينه ما جرى خلال المحاكمة التي تابعها أزيد من 50 ملاحظ دولي و ووطني، ثم يمكن بعد ذلك ان نتناقش معه حول المحاكمة العسكرية و شروطها . أما بيانات الحزب الشيوعي و شعاراته المدبجة بلغة الخشب فلا تعدو أن تكون سوى نوعا من الديماغوجية و المزايدة السياسية التي تخصص فيها الرفاق مند زمن بعيد.