من لا يعرف قضية تصفية رهبان كنيسة تبحرين بالجزائر خلال سنوات الدم و المتورطين الحقيقيين فيها، لا يمكن أن يعرف سر الرحلة التي قام بها وفد عن النهار الجزائرية لميدلت لملاقاة الناجي الوحيد من المذبحة و الذي وجد في دير بمبدلت المغربية ملاذا آمنا من الذبح و الخطف المنتشر بالقطر الجزائري.
مبعوثة النهار جائت من الجزائر العاصمة لأكادير أولا لتغطية قضية الطفل إسلام المتهم بالاغتصاب، لتنطلق بعد ذلك نحو ميدلت. صحافية النهار ادعت ان الأمن طاردها و هدد راهب الدير الذي طالبها بالرحيل "لأن المخازنية هددوه بسببها'. غباوة الصحافية اعتقدت أنها بالمدية أو الأغواط ناسية أن في المغرب لا يجرأ مخزني على تهديد شخص ، فبالأحرى راهب يتبع لهيأة كنسية لها ممثل معتمد لدى وزارة الخارجية المغربية. بلادة الصحافية خلطت الحابل بالنابل للتغليط و لبث السموم على "المراركية". لكن غباوة الصحافية و عدم القدرة على الكذب الجيد و التلفيق، جهلتها تسقط في إخراج سيئ لمسرحيتها الكوميدية. فكيف لقس بميديلت أن يعلم أن المخابرات تجسست على بياناتها بالمطار.
المهم في الأمر أن مبعوثة النهار لا تعرف قصة رهبان تبحرين لذلك نود أن نذكرها بها فالذكرى تنفع المومنين. و لعلها لم تطلع على القصة الكاملة في الصحافة الفرنسية و المغربية. فالمجزرة ارتكبها الجيش الجزائري الذي قصف بمروحيات إم 24 مخيم الرهبان الفرنسيين و ألصق التهمة بمجموعة الزيتوني درءا للفضيحة. المخابرات الفرنسية اكتشفت الامر والرواية سردها الجنرال تريدفيك ملحق الدفاع بالسفارة الفرنسية بالجزائر وقتها أمام القضاء الفرنسي. أما قصة تخويف الناجي الوحيد من المجزرة في بلد لا ناقة و لا جمل له في المجزرة يبقى حسب رواية الصحافية الجزائرية هي البلادة بعينها.