اختار قياديون من العدالة و التنمية تسييس معارضتهم لمهرجان موازيين جريا على عادتهم بتبخيس كل ما هو فني و ثقافي من مهرجانات و مواسم . فجريا على نفس الخط انتقد رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، عبد الله بوانو ما سماه " إغداق المؤسسات العمومية الأموال على تنظيم المهرجانات الفنية"، وقال عبد الله بوانو في اجتماع لجنة المالية اليوم في مجلس النواب "كيف يتحدث الكل عن أزمة في الوقت الذي تغدق فيه المؤسسات العمومية على المهرجانات بالطول والعرض وكلها مهرجانات فنية كبرى لا مثيل لها في البلدان النامية".بوانو علق على الموضوع بنبرة من الشعبوية بالقول "الكرش ملي كتشبع كتقول للرأس غني..."
الحناجر التي أصبحت تتعالى كلما اقترب موعد موازين، تدخل في إطار مشروع العدالة و التنمية لمعارضة كل مهرجان لا يوافق هواهم و لا يمكن أن يجنوا منه الربح السياسي و الدعوي. كما تكشف معارضتهم للمهرجانات، محاربتهم للفن و الثقافة تحث غطاء محاربة الانحلال الأخلاقي و الميوعة، في حين أن منهجيتهم لا تنتج سوى الانغلاق و التزمت و تساهم في خلق أجيال متشبعة بالرجعية و الانغلاق ، تكون طعمة صائغة للأفكار المنحرفة للجهاديين و التكفيريين.
فالفن و الغناء و الرقص و السينما تعبيرات راقية لا تنموا سوى في المجتمعات المتحضرة، أما إذا كان مشروع العدالة و التنمية هو منع كل أشكال الفنون و الغناء و السماح فقط بالأناشيد الدينية ، فالأجدر أن يعلن ذلك مباشرة. أما خلط السياسة بالدين ثارة و بالأخلاق ثارة أخرى و التعلل بالأزمة الاقتصادية و الأخلاق لتصفية الحسابات السياسية ، فنتيجته ليست سوى الخلط و انقلاب السحر على الساحر.