كلمة لابد منها
اعتبر الأمير مولاي هشام في مقال رأي له في جريدة الباييس الإسبانية الثلاثاء، أن ملف المجرم "دنييل غالفان فيينا الذي اغتصب أطفالا مغاربة وحصل على العفو بعد قضاء سنتين فقط من عقوبة 30 سنة ستكون ردود فعله حاسمة مستقبلا .
و كرر الأمير في مقاله عددا من الانتقادات سبقه العديد من المحللين و الحقوقيين لنشرها ، في حين وقوع القضية، منها ضرورة إعادة النظر في تركبيبة لجنة العفو. و بشر الأمير بثورة عارمة في المستقبل لمجرد خروج الناس للشارع للاحتجاج عن إطلاق ا شخص تافه من السجن نتيجة خظأ فادح. و قد تناسى الأمير او نسي أن المغاربة لا ينتظرون تحليلاته الواهية للخروج للشارع. فقد خرجوا في 81 و 84... و كل حركة احتجاجية تنم عن ديناميكية المجتمع و هي ظاهرة سوسيولوجية عادية رغم ما يرافق ذلك من عنف و مشاحنات.
وجهة نظر مولاي هشام خاطة, فقضية غالفان انتهت و ذهبت لغير رجعة ، فالمجرم أقبر في زنزانته مرة أخرى. أما ما بقي فهم من ينفخون على الرماد لإشعال النار مرة أخرى. و إذا كان الأمير يبحث عن موطن للاعتبار و التميز، فالأجدر ان ينخرط مع المجتمع للدفاع عن حقوق الأطفال و انتشالهم من الشارع و تبني قضاياهم حينما يغتصبون. أما من يلتزم الصمت غير عابئ بالآخرين حينما يصرخ الأطفال ضد مغتصبيهم ، مثل الكثير من أصحاب الحناجر القوية هذه الأيام، فخطاباتهم اليوم حول دانيال ليست سوى نوع من الانتهازية و الارتزاق السياسي.
فالتمادي في قضية دانيال و في تقليب المواجع ليست سوى خطاب العبث و العدمية التي لا يخدم الشعب. فإذا كان الأمير يحترم نفسه فعليه أن يبحث عن موضوع آخر و قضية أخرى كما يفعل الأمراء في جميع أنحاء العالم، يشغلون نفسهم بقضايا نافعة للمجتمع. أما ما يقدم علية "الأمير الأحمر" من خرجات متهورة فليست سوى تقليلا من مقامه بين الناس.
و عوض أن ينتبه الأمير لحالته و الخلود للراحة الجسدية و النفسية، نراه يتمادى في الدخول في مشاكل لا حصر لها، مما ينعكس سلبا على توازنه النفسي و على حالته الصحية.