كلمة لابد منها
مولاي هشام و الرهان الخاسر
تبدو الخرجات الإعلامية للأمير مولاي هشام هذه الأيام كمن يسبح ضد التيار، فالرجل أرهقه الصراخ و النبوءات الخاطئة بالقومة و الثورة و التغيير... إلى حد إن وضعه الصحي تأثر بذلك, فالرجل خضع لعملية جراحية على القلب و هو ما يترك آثارا مدى الحياة، وجب على من خضع لنفس العملية أخد الحيطة و الحذر من ارتفاع ضغط و إلا أصبح في خبر كان.
و يبدو أن "الأمير الأحمر" المتنبأ بثورة الكامون لا يأخذ مأخذ الجد النصائح الطبية ، بل يتمادى في الدخول في معارك خاسرة مسبقا. فالأمير تحول لوضعية تثير الشفقة، فقد أصبح كمدمن للقمار لا يراهن إلا على الخسارة.
المهم بالنسبة للأمير هو استغلال أي حدث للظهور بمظهر صاحب الموقف و النظرة الثاقبة, و يبدو أن كل تحليلات الأمير كانت خاطئة ، فلا شيء مما تنبأ به وقع. بل ما تحقق فعلا هو اهتزاز صورته أمام الرأي العام المغربي و الدولي الذي لم يعد يعبأ بما يقول و ما يكتب، اللهم جريدة صابريرو و بعض الاسطوانات المشروخة في المغرب، التي لا تتردد في إعادة نشر حركاته و سكناته، لغرض في نفس يعقوب.
إن الثورة الآتية في المغرب هي ثورة قيم المواطنة و حقوق الإنسان و تنزيل الدستور و إصلاح القضاء، أما من لا زال يتوهم التغيير بطرق التدليس و تزوير التاريخ فهو واهم. أما أساطير الزمن الماضي و حكاياته التي يرويها مولاي هشام حسب مزاجه على صفحات المجلات، فلا تسمن و تغني من جوع.
و إذا كان لابد من تزجية الوقت بالنسبة للأمير الأحمر، فما عليه سوى كتابة المذكرات والبحث في الوثائق و حتى إعطاء المحاضرات حول تاريخ المغرب، شريطة أن تلتزم بالموضوعية العلمية. و يبدو أن فرط التركيز على قضية واحدة عند الأمير قد أفقدته القدرة على البحث و الكتابة التي من المفروض أن يتميز بها شخص في مثل مستوى الأمير.