قدم الملك محمد السادس في خطاب ذكرى ثورة الملك و الشعب، تشخيصا دقيقا لاختلالات منظومة التربية و التكوين في المغرب. و اعتبر الملك محمد السادس أن الوضعية الراهنة تقتضي تسجيل وقفة تأمل و نقد ذاتي للحصيلة المسجلة حتى الآن.
و اعتبر جلالته أن الميثاق الوطني للتربية و التكوين لم يتم تعزيز مكتسباته من قبل الحكومة الحالية ، بل تم التراجع عن الكثير من المكتسبات كمدارس التميز. كما أشار إلى كون التعليم يجب أن يبقى بمنأى عن المزايدات السياسية و البرامج الحزبية، مشيرا أن أي حكومة يجب أن تواصل برامج الحكومات السابقة في هذا القطاع الحيوي، و هو ما لكم يتم حتى الآن.
و اعتبر جلالة الملك أن قطاع التعليم أصبح أكثر سوءا مما كان عليه مند 20 سنة، مما دفع عدد من الأسر للبحث عن بدائل في القطاع الخاص و البعثات الأجنبية. و وضع الملك محمد السادس النقط على الحروف لتحديد المسؤوليات، في وقت كانت فيه الكل يتهرب من تحديد المسؤوليات في تدهور منظومة التربية و التكوين.
و دعا الملك محمد السادس من منطلق الغيرة على منظومة التربية و التكوين لإصلاح شامل يراعي متطلبات سوق الشغل, و يركز على بعد التنمية البشرية. كما دعا لتفعيل المجلس الأعلى للتعليم من أجل تقييم شامل لعشرية الميثاق الوطني للتربية و التكوين.
و وضع خطاب جلالة الملك الحكومة أمام مسؤوليتها التاريخية، لأخذ زمام المبادرة و تفعيل ما تم الاتفاق عليه في إطار الميثاق الوطني للتربية و التكوين و التوصيات الصادرة عن المجلس الأعلى للتعليم.
كما حدد التشخيص الدقيق الذي قدمه الملك محمد السادس نموذجا للتكوينات و المهن المستقبلية التي من شأنها تسهيل إدماج الشباب في الحياة المهنية ، من خلال التكوين المهني و الحرف و الصناعات التقليدية و التكنولوجيات الحديثة.