خطاب جلالة الملك محمد السادس واضح....و إذا كان المرحوم الملك الحسن الثاني قد أعلن عن السكتة القلبية خصوصا على المستوى الاقتصادي سنة 1999، فإن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب لهذه السنة، يمكن اعتباره كإعلان عن السكتة القلبية في قطاع التربية و التكوين و التعليم بصفة عامة .
سبق وأن قمنا بدق ناقوس الخطر بقطاع التعليم و أعلنا مرارا بضرورة جعل قطاع التعليم محل إجماع وطني بحيث يجب أن ينآى عن أية مزايدة سياسية لٱن قطاع التربية و التكوين يشكل بالنسبة إلينا القضية الوطنية الأولى بعد قضية الوحدة الترابية و أننا مقتنعين بأن خلق الثروة في بلادنا وتحقيق التنمية مرتبطان بشكل عضوي بالمنظومة التربوية وقطاع التعليم.
.
تشخيص واقع التربية و التكوين بدأ بشكل ملموس مع حكومة التناوب وحظي بمجموعة من التراكمات، وأذكر هنا بالميثاق الوطني للتربية و التكوين سنة 1999 والذي حظي بإجماع وطني من طرف المتدخلين بالقطاع، الحوار الوطني الشامل الذي أطلقه الحبيب المالكي، الكتاب الأبيض لعبد الله الساعف والذي كان هدفه هو وضع تصور للميثاق، حكومة عباس الفاسي التي عملت على أجرأة كل ما سبق عبر المخطط الاستعجالي، ولكن، وللأسف، قامت الحكومة الحالية بنسف وهدم كل المكتسبات للنهوض بقطاع التعليم و إعادته إلى ما كان الحال عليه منذ عشرات السنين وقد سبق لي أن قلت بالحرف لوزير التربية الوطنية في أول لقاء للجنة التعليم بالبرلمان بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب لسنة 2012 بعد تقييم تصريحاته و الإجراآت التي اتخدها أو كان ينوي اتخادها بعد الخطاب الملكي، "للأسف السيد الوزير، إنك لم تستوعب الخطاب الملكي"
خطاب واضح لجلالة الملك محمد السادس، تحدث عن اللغات الرسمية وليس عن اللغة الرسمية، وهذا ما يحيلنا عن تلكأ الحكومة في إخراج القانون التنظيمي للأمازيغية
التعليم العالي
يجب أن تبنى العلاقة بين الدولة والمجتمع والجامعة في إطار من التعاقد و المحاسبة استقلالية الجامعة اختيارا لا رجعة فيه من يجعل
سؤال بنكهة اقتصادية و استراتيجية:
إذا كانت الدولة تسخر اليوم ربع ميزانيتها السنوية لقطاع التعليم(حوالي 50 مليار درهم) وأكثر من ثلث موظفيها( حوالي 300000 موظف من أساتذة وإداريين) وذلك لأجل حوالي 6.5 مليون تلميذ و600000 طالب، فهل الدولة مؤهلة خلال العقد المقبل، في غياب موارد مالية جديدة،تحمل مسؤولية كل التلاميذ و الطلبة الذين سيتضاعف عددهم، وتخصص بذلك حوالي 100 مليار درهم؟
د.سمير بلفقيه،
أستاذ التعليم العالي
نائب برلماني داخل فريق الأصالة والمعاصرة ،
عضو لجنة التعليم والثقافة والتواصل بمجلس النواب