مازالت قضية المطالبة بإغلاق امامكن احتجاز المرضى العقليين بضريح بويا عمر تراوح مكانها في غياب بديل حقسقي و تملص السلطات المعنية.
و طرحت جمعية حقوقية مغربية (الرابطة المغربية للمواطنة و حقوق الإنسان) قضية بإغلاق الأماكن التي يتعرض فيها المرضى النفسيون للاحتجاز والتعذيب مؤخرا و طالبت إطلاق سراح المحتجزين في الدور المخصصة للاحتجاز بضيح "بويا عمر". وكانت الرابطة قد تقدمت بطلب لفريق العمل الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي الذي زار المغرب مؤخرا، يقضي بتحرير المحتجزين بضريح "بويا عمر" وإنقاذهم من الاحتجاز القسري و من التعذيب الممارس عليهم.
و تحول احتجاز المرضى العقليين و حتى مدمني المخدرات بضريح "بويا عمر"، الذي يأتى بهم من قبل عائلاتهم، لتجارة مربحة تدر ملايين الدراهم في السنة لمافيا منظمة بالضريح، وصلت إلى حد التنازع حول احتكار هذه التجارة.
و جاء في التقرير المقدم للجنة الأممية أثناء لقاء بالهيئات الحقوقية :
بويا عمر نموذج للمعتقل العلني
يوجد ضريح الولي بويا عمر على بعد حوالي35 كيلومترا من مدينة قلعة السراغنة، ويستقطب هذا الضريح الشهير المئات من المصابين بالأمراض العقلية والنفسية، واللافت للانتباه أن زوار بويا عمر ليسوا كلهم من المناطق التابعة لجهة مراكش تانسيفت الحوز وإنما من شتى أنحاء المغرب، إن لم نقل من بعض الأقطار العربية، يتقاطرون على هذا المكان للعلاج النفسي، ولطرد الكائنات الخفية والأرواح الشريرة حسب اعتقادهم، وقد يتجاوز عدد هؤلاء الزوار المليون فرد سنويا حسب ما أفادت به مصادر مطلعة..
"
الحضانة" معتقل لتعذيب المرضى النفسيين
يوجد ببويا عمر مكان يسمى دار الحضانة, منظرها يدفعك إلى الذهول والاشمئزاز والرعب بحكم قساوة عيش النزلاء المرضى في أوضاع أقل ما يقال عنها أنها لا إنسانية، داخل دار الحضانة يوجد الشيخ والمرأة المسنة كما يوجد الشاب والشابة وملامح الكآبة بادية عليهم جميعا.
الوضعية المزرية لدار الحضانة تكشف عن الإهمال الكبير الذي يعاني منه هذا الملجأ، المليء بالأزبال والأوساخ ...فيما تنبعث روائح كريهة من بعض الغرف تثير الغثيان مصدرها عشرات النزلاء المعتقلين بالبيوت المجاورة .. فلا أفرشة نظيفة، ولا تغذية في المستوى المطلوب، ولا مراقبة طبية.
بويا عمر نموذج لعشرات السجون العلنية المنافية لأبسط شروط حقوق الإنسان، حيث يعتقل المرضى النفسيون وهم مكبلين، وقد يدوم ذلك سنوات، مع الحديث عن عشرات الوفيات خارج أي محاسبة أو متابعة أو عقاب، بتنظيم من الدولة المغربية، نحن نطالب وبإلحاح بإغلاق هذه الأماكن التي يتعرض فيها المرضى النفسيون للاحتجاز والتعذيب, والعمل على تطوير الطب النفسي العصري بالمغرب تحث إشراف وزارة الصحة.