إبراهيم الصافي
ظلت مسألة الصراع من اجل حداثة المجتمع والنهوض به من براثن التخلف امرأ عصيرا في ظل السير وراء المشيخة الملتحية الرجعية المتطرفة التي توكل نفسها حماة المعبد وحماة دين. وكم من لحية طالت على دقن جاهل لا يختبئ وراءها إلا الحماقة والجهل، وها نحن اليوم نفاجئ بوسائل الاتصال الحديثة تزف لنا شرط فيديو يتضمن كلاما اشد خطورة من أي فعل جرمي، فيه كلام لمسمى "الشيخ" عبد الحميد أبو النعيم، و أي نعيم هذا يكفر فيه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكل ورموزه قادته وإباحة القتل لمن ينعتهم "بالزندقة والكفر" بدعوى النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، في هجوم انتحاري رمزي على ما جاء في كلمة الكاتب الأول لاتحاد الاشتراكي أثناء افتتاح المؤتمر النساء الاتحاديات حول نبذ الميز والعنف ضد النساء وفتح النقاش حول مواضع تعدد الزوجات والمساواة في الإرث والإجهاض...
قد نختلف حول الظرفية إطلاق هذا النقاش وقد نرجح كفة الحسابات السياسية العقلانية، لكن إذا كان موقف الاتحاد الاشتراكي من هذه القضايا الحساسة سيكون الشرارة التي أحرقت الشجرة التي تخفي غابة مسكوت عنه، من قيم التطرف والأفكار التكفيرية التي تهدد وحدة المجتمع المعتدل والمتسامح، فهي مطلوبة ألان ولابد من ضخ جرعات إضافية في هذا النقاش حتى نخرج الخفافيش من الكهوف ونخرج من ينخر عقول الشباب إلى العلن، لان مثل هؤلاء الذين لا نراهم لكن استفزازهم الفكري سيبرز جهالتهم للذين الإسلامي السمح.
إن الدلالات والمعاني التي يمكن فهمها من هذا الشريط المصور تعكس أن المغرب مهدد فعلا من التنظيمات المشيخة التكفيرية، فهذا الشيخ التكفيري لابد أن له شباب وأناس بسطاء مريدين يشكلون قنبلة بشرية مستعدة لانفجار في أي لحظة يعطي فيه الشيخ إشارة إلى الجهاد "النهي عن المنكر".
وفي هذا السياق الإقليمي الذي يصدر فيه التكفيريين الشباب للقتال في كل من العراق وسوريا..، لا يمكن الفصل فيه بين كلام "الشيخ" وما جاء في التقرير الأخير لأعداد الكبيرة من المغاربة يقاتلون في سوريا، فهؤلاء الشباب هم من ثمار هذا الشيخ التكفيري الذي دنس عقولهم بأفكاره المتطرفة والملففة بجمالية الفوز بالحور العين في الجنة وتمتع بلذة الجنسية أكثر منها في دنيا، أصبح لا يخفى على احد أن هذا الإخطبوط التكفيري منغرس في بيئة يصعب استئصاله منها للشروط موضوعية يعرفها الجميع.