خلفت مزحة الرئيس الفرنسي مع وزيره الأول الذي "عاد سالما من الجزائر" على حد تعبير الرئيس هولاند في مزحته الشهيرة، مناخا مشحونا في الجزائر التي لم تتقبل المزحة، كما زادت الصحافة الجزائرية الشوفينية من حدة التشنج.
و يبدو أن الرئيس الفرنسي كان يعي جيدا ما يقول لوزيره الأول مازحا، فحدة المغص الناتج عن أكلة فواكه البحر الفاسدة تسبب إسهالا حادا, و هو ما جعل الرئيس الفرنسي يبتسم أمام وزيره الأول، أخدا القضية من جهة النكتة و حافظا للجزائريين ماء الوجه، بعدم فضحه للمطبخ الجزائري.
لكن يبدو أن حدة "النيف" الزائد عن القياس للجزائريين و تصيد المعارضة الفرنسية للفرصة لضرب الرئيس الفرنسي ، جعلت القضية تأخد بعدا آخر.
الوزير الأول الفرنسي جون مارك إيرولت ، الذي عانى من تسمم غذائي عقب تناوله لوجبة العشاء بأحد المطاعم الجزائرية، اضطر لتلقي الضربة في صمت رغم أن الوفد مر بـ "وقت عصيب" ، لكنه لم يعلن عن الحادث لإتمام الزيارة بهدوء، بل استمر في كتمان السر حتى في فرنسا.
الوجبة الجزائرية الفاسدة التي تناولها ايرولت كانت سببا في تعرضه لتسمم رفقة عدد من الوزراء و مستشارين وزاريين، و رؤساء مؤسسات مروا بظروف صعبة خلال اليومين الذين دامت فيهما الزيارة، و لم ينج من التسمم سوى وزير الداخلية مانوال فالس و هو ما جعل بعض الأوساط الإعلامية ترى في الحادث أنه هو الذي ألهم الرئيس هولاند لإطلاق نكتته المثيرة للجدل حول الجزائر . الوجبة الفاسدة لم تعصف فقط بأمعاء الوزراء الفرنسيين بل كادت تعصف بالحكومة الفرنسية كاملة بسبب اللغط الذي خلفته مزحة هولاند في صحافة الضفتين. أما اليوم بعد اكتشاف السبب بطل العجب و ظهر ان مزحة الرئيس الفرنسي كانت في محلها فعلا.