حل الأمير مولاي رشيد بالعاصمة التونسية، للمشاركة في الاحتفال بالمصادقة على دستور جديد ، الذي يعد الأول منذ تنحي الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل ثلاث سنوات.
ويرافق الأمير مولاي رشيد، الذي سيمثل الملك محمد السادس في هذا الاحتفالات، عدد من المسؤولين الكبار من بينهم صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون ومباركة بوعيدة" الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون .
زيارة الأمير مولاي رشيد للقطر التونسي بتكليف من الملك محمد السادس ، تبرز مكانة هذا البلد لدى المغاربة ملكا و شعبا. فالتونسيون ما زالوا إلى اليوم يتذكرون شهداء الدار البيضاء الذين سقطوا في مظاهرات التنديد باغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد.
المغرب يسير بكل مكوناته مع تونس الجديدة من أجل المغرب الكبير الذي يتعايش فيه الجميع في أمن و تعاون، بعيدا عن التشنجات التي تختلقها الجزائر الشقيقة في كل مناسبة. فالمغرب ليست له أي عقدة من التغير أو ما يسمى بالربيع العربي، لكونه انخرط مند التسعينات في مسلسل الإصلاحات. هذا المسلسل بدأ مع العفو العام على المعتقلين السياسيين و إنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مرورا بالتناوب و إنشاء هيئة الإنصاف و المصالحة... و هذا ما يفسر عموما الانتقال السلس بين المراحل و البقاء في معزل عن مناخ التوتر الذي يعصف بالمنطقة مند بدأ ما سمي بالربيع العربي. و دستور 2011 ليس باستثناء عن هذا المسلسل، فهو نتيجة لهذه الصيرورة. و بطبيعة الحال فلك بلد خصوصياته الثقافية و الاجتماعية تجعل منه حالة متفردة لا تقبل الإسقاطات او المقارنات.
و لا بد من التذكير بلمسة الملك محمد السادس البارزة في هذا المسار الطويل، فهو مهندس مدونة الأسرة و الإنصاف و المصالحة و مبادرة التنمية البشرية التي جعلت الإنسان قطب السياسات العمومية. كما لا ننسى أسلوبه في حل الأزمات الدولية في إفريقيا و الشرق الأوسط و هو ما أثار إعجاب العالم.
و بطبيعة الحال فالمغاربة لا يمنهم إلا أن يكونوا فرحين لما حققه الأشقاء التونسيون بفضل إخلاصهم و تغليبهم للمصلحة العامة، و هو ما يجعلنا و إياهم أكثر إلحاحا على مغرب كبير يسوده الأمن و التعاون.
Bas du formulaire