شن اللوبي الاسباني الداعم للبوليساريو هجوما كاسحا في فرنسا عبر الممثل خافير بارديم و شريطه "اطفال السحاب"٬ الفيلم الوثائقي الذي اعده حول مخيمات تندوف.
و اختار بارديم بعناية فائقة مواطنته الممثلة فيكتوريا ابريل التي سبق ان حضرت اكثر من مرة لمهرجان مراكش ومثلت في فيلم مغربي "وبعد" لمحمد اسماعيل، لكي يخلق الحدث لفيلمه الدعائي.
فيكتوريا أبريل التي لا تملك من المؤهلات سوى مظاهر العري و الشبق في أدوارها، قالت " ان بارديم قام بما رغبت هي وزملاء لها في المهنة في القيام به". و بغض النظر عن كلام أبريل التي لا تفقه شيئا ، فإن بارديم سب الفرنسيين في عقر دارهم، حيث صرح أن "فرنسا كدولة متواطئة مع المغرب في ملف الصحراء".
ما يقوم به بارديم و من قبله بيدرو ألمدفار ليس سوى هروبا من المسؤولية التاريخية لإسبانيا في مشكل الصحراء, فهذا البلد الاستعماري القديم الذي قسم المغرب في شماله و صحرائه، اعتبر خروجه صاغرا من الصحراء 1974 إذلالا لبلد الغاوديو. لذلك بقي الحقد الدفين لأبناء الفرانكوية على المغرب في صدور أجيال من الأسبان يتوارثونه أبا عن جد. و ما بارديم و أمثاله من الاسبان سوى نموذج لهذه التركة الفاشية التي تحاول نسيان جرائم فرانكو و إسبانيا الاستعماري من خلال الدفاع عن قضية خاسرة و عن مشروع فاشل لخلق كيان مصنع, و اختراع شعب صحراوي مستعمر.
لكن النار التي يحاول بها الاستعماريون القدامى كي المغرب بها قد تكويهم في عقر دارهم في الأمد القريب. و يبدو ان أيتام فرانكو ما زالوا كثرا باسبانيا و لم تستطع الديمقراطية القطع مع سلوكاتهم الاستعمارية و العنصرية.