خصصت ساكنة العاصمة الغينية كوناكري استقبالا حارا للملك محمد السادس، الذي حل بها اليوم الاثنين ، في زيارة رسمية لجمهورية غينيا ، كان في مستوى حدث هذه الزيارة التاريخية ، وعكس متانة وشائج الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع شعبي البلدين منذ عهد جلالة المغفور له محمد الخامس والرئيس الراحل أحمد سيكو توري.
وقد رفعت الأعلام المغربية والغينية في مختلف شوارع العاصمة كوناكري وكذا صور جلالة الملك الرئيس الفا كوندي بمناسبة الزيارة الملكية ، التي يعتبرها الغينيون حدثا تاريخيا، لكونها أول زيارة يقوم بها عاهل مغربي لغينيا الشقيقة.
ومنذ الإعلان عن هذه الزيارة ، تجند أفراد الجالية المغربية المقيمة في غينيا، المنظمون في إطار “جمعية المغاربة المقيمين في غينيا” والذين قدموا من كل الربوع ، لتخصيص استقبال حماسي كبير لجلالة الملك.
و اعتبر عدد من الغينيين والمغاربة على حد سواء بأن زيارة الملك محمد السادس لغينيا ستساهم بكل تأكيد في إعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي في مختلف المجالات حتى يرقى إلى مستوى علاقات الأخوة والصداقة والتضامن الفعال التي تجمع بين البلدين والشعبين.
و قد عرفت المبادلات التجارية بين البلدين تطورا ملحوظا في العشرية الأخيرة لتشمل جميع مجالات التعاون من تجارة وبنوك ونقل وسياحة وشؤون دينية وتكوين مهني وغيرها.
فغينيا التي سلكت طريق الإصلاح الإقتصادي, باتت في حاجة أكثر من أي وقت مضى, إلى مد جسور التعاون مع الدول الصديقة, لتحسين ظروف المواطنين والدفع بعجلة الإقتصاد, فضلا عن إرساء مبادئ الديمقراطية بين المغرب وغينيا كوناكري علاقات دعم ومساندة, والمتمثلة أساسا في الدعم الدائم لهذا البلاد الإفريقية للمملكة في ما يخص قضية الصحراء المغربية, والذي تقابله مساندة الرباط القوية لكوناكري في عملية بناء المؤسسات الديمقراطية, والنهوض بالاقتصاد من خلال دعم الاستثمار في المنطقة.
وتتوفر غينيا على ثروات طبيعية مهمة, لكن ترتيبها بين الاقتصادات العالمية لا يعكس ما تزخر به البلاد من موارد وقدرات, هنا يتجلى الدور الذي قد يلعبه المغرب, في نقل الخبرة وضخ الاستثمارات اللازمة للنهوض بالاقتصاد المحلي, من خلال تدبير الموارد و حسن استغلالها, فضلا عن تأهيل الموارد البشرية لمواكبة هذا التغيير, ومرافقة البلاد في مخططاتها الإصلاحية، خطوات تأتي لتعزيز الشراكات السابقة بين الرباط و كوناكري, والتي تشمل الميادين السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والتقنية.
اتفاقيات للتعاون الاقتصادي
و أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أن التوقيع، مساء أمس الاثنين في كوناكري، تحت رئاسة الملك محمد السادس والرئيس الغيني ألفا كوندي، على 21 اتفاقية للتعاون “يشكل رقما قياسيا بالنسبة للاتفاقيات الموقعة بين البلدين الشقيقين ما سيسهم في تعزيز العلاقات الثنائية”.
وقال مزوار، في تصريح للصحافة، “إن جميع الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها تتماشى مع الأسبقيات المحددة من طرف الحكومة الغينية، سواء في مجال الصيد البحري أو تحول منتوجات البحر، أو نقط التفريغ أو قرى الصيد أو الماء والكهرباء أو تنمية المناطق الصناعية أو التربية والتكوين المهني، وهي قطاعات هامة لتأهيل شباب هذا البلد الشقيق”.
وأضاف مزوار أن هناك أيضا الجانب المتعلق بالتمويل الذي يعتبر هاما لتنمية ومواكبة المشاريع المبرمجة، معتبرا أن هذا التنوع في الاتفاقيات جاء ليؤكد مرة أخرى متانة العلاقات الثنائية.